كيف كان جوابي؟
لقد أجبت بأن الأدب كالعلم، والعالم يشرِّح جسم الضفدعة كما يشرِّح جسم الإنسان، فمن واجب الأديب أن يفهم أنْ لا عيب في أن يهتم بتشريح ما يضاف إلى الأدب ولو صدر عن نكرات
لا تشتمني، يا سيد سباعي، ولا تصفني بالغرور والاجتراء، فلو أنك رأيت الدنيا بعينيّ لطاب لك أن تتخلّق مثل أخلاقي، فما اغتررت وما اجترأت إلا وأنا أعرف أن في الدنيا ناساً أخف وزناً من الهباء
لا تشتمني، يا سيد سباعي، فأنا رجلٌ (شَقيم) وذلك حرف لا يخفى عليك
لا تشتمني، يا سيد سباعي، فما أملك محاسبتك لو أردت الانتصاف لنفسي، وماذا أقول في تجريحك ولستَ بشاعر ولا كاتب ولا مؤلف ولا خطيب؟
ليس لك غير نقل نصوص (الكامل) من مكان إلى مكان، فهل فهمت أسرار (الكامل)؟ وهل (هذبت) أو (شذبت) تلك الغابة الشجراء؟
ما أنت و (الكامل) أيها المفضال؟!
الأمر في ذلك لشيخنا العظيم سيد بن علي المرصفي، الشيخ الذي ربانا على الصراحة والصدق والاخلاص، وهو المنافس الأعظم للأساتذة الاماجد: محمد المهدي ومحمد الخضري وإسماعيل رأفت ومنصور فهمي وأحمد ضيف وطه حسين.
أما بعد فقد آن للأستاذ السباعي أن يقرأ ما يرضيه، وعليه أن يجيب، إن كان يملك الجواب، وهيهات ثم هيهات!!
١ - في تهذيب الكامل ج٢ ص ٢٦٢ قال الأخطل:
نازعتهم طيّب الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري
ولم يلتفت السباعي إلى التحريف في (نازعتهم) وقد التفت إليه المرصفي، فنص على أن الصواب (نازعته) لأن الأخطل يقول قبل هذا البيت:
وشاربٍ مزيجٍ بالكأس نادمني ... لا بالحَصوُر ولا فيها بسوّار
٢ - في تهذيب الكامل ج١ ص٣٨ ورد قول الشاعر:
إذا ما حقبٌ جالَ ... شددناه بتصدير