ذلك من كبار الرياضيين، وقد لا يصدق بعض الذين يعنون بالعلوم الرياضية أن ثابتاً من الذين مهدوا لإيجاد التكامل والتفاضل ولا يخفى ما لهذا العلم من أهمية على الاختراع والاكتشاف فلولا هذا العلم ولولا التسهيلات التي أوجدها في حلول كثير من المسائل العويصة والعمليات الملتوية لما كان في الإمكان الاستفادة من بعض القوانين الطبيعية واستغلالها لخير الإنسان. جاء في كتاب تاريخ الرياضيات للعلامة سمث الأميركي ما يلي:(. . . كما هي العادة في أحوال كهذه يتعسر أن نحدد - بتأكيد - لمن يرجع الفضل في العصور الحديثة في عمل أول شيء جدير بالاعتبار في حساب التكامل والتفاضل، ولكن باستطاعتنا أن نقول إن ستيفن يستحق أن يحل محلاً هاماً من الاعتبار. أما مآثره فتظهر خصوصاً في تناول موضوع إيجاد مركز الثقل لأشكال هندسية مختلفة اهتدى بنورها عدة كتاب أتوا بعده. ويوجد آخرون حتى في القرون المتوسطة قد حلوا مسائل في إيجاد المساحات والحجوم بطرق يتبين منها تأثير نظرية إفناء الفرق اليونانية. وهذه الطرق تنم نوعاً ما على طريقة التكامل المتبعة الآن. من هؤلاء يجدر بنا أن نذكر ثابت بن قرة الذي وجد حجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول محوره. . .)
وأظن إن أساتذة الرياضيات يوافقونني على أن العقل الذي استطاع أن يجد حجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول محوره لهو عقل جبار مبدع، يحق لنا أن نباهي به أمم الاختراع والاكتشاف في هذا العصر، وهو دليل ساطع على خصب العقلية العربية، وعلى أنها منتجة إلى أبعد حدود الإنتاج
ولثابت أرصاد حسان تولاها ببغداد وجمعها في كتاب بين فيه مذاهبه في سنة الشمس، وما أدركه بالرصد في مواضع أوجهها ومقدار سنيها وكمية حركاتها وصورة تعديلها. . . فقد استخرج حركة الشمس وحسب طول السنة النجمية، فكانت أكثر من الحقيقة بنصف ثانية، وحسب ميل دائرة البروج وقال: بحركتين مستقيمة ومتقهقرة لنقطتي الاعتدال
وهو أيضاً من الذين اشتغلوا في الهندسة التحليلية وقد أجاد فيها إجادة عظيمة وله فيها ابتكارات لم يسبق إليها. وقد وضع كتابا في الجبر بين فيه علاقة الجبر بالهندسة وكيفية الجمع بينهما. وله أيضاً مقالة في الأعداد المتحابة، وهو استنباط عربي يدل على قوة الابتكار التي امتاز بها ثابت. ومن هذه المقالة يتبين أن ثابتاً كان مطلعا على نظرية