الحد لأنقذه وصرح بأنها هجاء. وهاهي الأبيات وتحتها شرح الشيخ من غير تعليق (صفحة ١٣٢ ج ٤)
قال أبو العباس المبرد: ومما يستحسن من شعر إسحاق هذا - يريد ابن خلف - قوله في الحسن بن سهل:
باب الأمير عراء ما به أحد ... إلا امرؤُ واضع كفاً على ذقن
قالت وقد أملت ما كنت آمله ... هذا الأمير ابن سهل حاتم اليمن
كفيتك الناس لا تلقي أخا طلب ... بفيء دارك يستعدي على الزمن
إن الرجاء الذي قد كنت آمله ... وضعته ورجاء الناس في كفن
في الله منه وجدوى كفه خلف ... ليس السدى والندى في راحة الحسن
وإلى القارئين كل ما قال الشيخ المرصفي في شرحها بنصه وصورته، قال - وقاه الله شر تلميذه الدكتور زكي مبارك -: (في الحسن بن سهل) بن عبد الله السرخسي وزير المأمون بعد أخيه الفضل بن سهل (باب الأمير) كأنه يريد أميراً غير الحسن (لا تلقي أخا طلب الخ. . .). تريد إن استجديته أغناك، فلا تجد غريماً يطلبك (ليس السدى) يريد إلا رجاء السدى، وهو ندى الليل، (والندى): ندى النهار ضربهما مثلاً لجوده، وقد أخر هذا الاستثناء عن موضعه فثقل. . . انتهى شرح الشيخ، فما رأيك فيه يا دكتور، إن كنت ممن وهبوا نعمة الذوق الأدبي؟ وهل لا تزال مصرَّا على أن المرصفي قضى حياته يراوح المبرد ويغاديه بالنظر الثاقب والفهم العميق؟ أما أني أتقوّل على المرصفي لأنه مات وشبع من الموت وهذا لا ينبغي، فهي دعوى لو عمل بها في الأدب، لمات الأدب وشبع من الموت كما تقول؟
وإذا بك تقحم الدكتور طه حسين في الموضوع بأنه أتعب نفسه في النيل من دار العلوم، ولم أغضب، مع أني أستاذ بها، وهذا غير ما كان يا دكتور، فقد كتبت في الصحف والمجلات،
ولكنك لم تقرأ، كما لم تعرف ما ضحيته ومازلت مستعداً لتضحيته في سبيل الدفاع عن دار العلوم؛ ثم توغل في الإقحام فتدعى أن علة سكوتي هي أن الدكتور طه يضر وينفع، ويملك المحو والإثبات في أعضاء بعض اللجان، وردي على هذه الأكذوبة عني وعن الدكتور أني