للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأني لأجيل الفكر في هذا وأشباهه إذا بالمجلد الرابع من (دائرة المعارف الإسلامية) يصل إلى يدي، وهي الدائرة التي ألفها نخبة من المستشرقين بالغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وثابر على نقلها إلى اللغة العربية الأدباء الأساتذة: (أحمد الشنتناوي، حافظ جلال، عبد الحميد يونس، إبراهيم خورشيد) من متعلمي الأدب والقانون

قلت: وهذا عمل ضخم كنا نحن أبناء العربية أولى بابتدائه وسبق الأمم كافة إليه

وأستضخمت مع ذلك نجاح هؤلاء الأدباء الشبان في الوصول بالترجمة إلى هذه المراحل البعيدة، لأن عملهم في ترجمتها أصعب بين المشارقة من عمل المستشرقين في تأليفها وتحضيرها بين البيئات الأوربية

هناك تمهيد ملايين يعين على هذه الأعباء، وهنا تمهيد أفراد معدودين قلما يعاونهم أحد، وقد يثني عزائمهم ملايين!!

ففي بضع سنوات أتم مترجمو الدائرة الإسلامية ترجمة آلاف ثلاثة من الصفحات المزدوجة: كلها مصطلحات وإشارات مختزلة: وإحالة إلى مراجع مختلفة، وفيها من شعاب المعرفة ما ليس مقتصرا على الدين ولا على التأريخ ولا على السياسة ولا على المواقع الأرضية، بل يشمل هؤلاء جميعا ويزد عليها ما ليس يحصى

ولابد أن يدخل في حساب هذه السنوات حساب التبويب والتقسيم وإعادة الحروف الإفرنجية إلى الأبجدية العربية

فقبل أن يتناول القلم بالترجمة صفحة من ألوف الصفحات التي اكتظت بها المجلدات الإفرنجية ينبغي أن تترجم المواد واحدة واحدة ثم تدون في أجذاذها وتنتظم في ترتيبها الجديد: فلا تأنى الكلمات المبدوءة بحرف العين في المجلد الأول، بل تؤخر إلى موضعها من ترتيب الأبجدية العربية، ولا تبقى (أشبيلية) مثلا في حرف السين كما تكتب في الإفرنجية بل تقدم إلى حرف الهمزة، ولا تتأخر أسماء إسماعيل وإبراهيم وإدفو إلى الحرف التاسع أو الخامس بل يؤتى بها مع الحرف الأول والأجزاء الأولى. وليس هذا العناء بأقل من عناء الابتداء بتحضير المواد والكلمات. ولعل النقل وإعادة الترتيب عرضة لأخطاء لا يتعرض لها البادئون بتدوين الأسماء كما تكتب في لغات الأوربيين

فالوقت الذي يقضي في هذا التبويب الجديد ليس بالوقت القصير، واستدراك الخطأ فيه من

<<  <  ج:
ص:  >  >>