من يصدق أن الكاتب الموثوق بكفايته البيانية لا ينقل عواطفه إلى قرائه إلا بعد أن تنفعل خواطره انفعالاً يحولها إلى نسيم تنتعش به أرواح الوجود؟
من يصدق أن الكاتب الذي يؤثر في عصره وزمانه لا يجود بكلمة من كلماته إلا وهو يجود بأكواب جِرار من دم الكبد والقلب
ومع هذا يقال أنه أجير لأصحاب الجرائد والمجلات!!
ولو قَدَرت مصر الكاتب حق قدرة لعرفتْ أنه عنوانها الصحيح في الشرق والغرب؛ فبفضل الكاتب قيل أن مصر زعيمة الأمم العربية، وبفضل الكاتب قيل أن صحافة مصر تزاحم الصحافة الإنكليزية والصحافة. الأمريكية. وهل من القليل أن نكون في الصحافة أعظم من أمم كثيرة تفوقنا في النفس والأموال؟
عتاب موجه إلى الزيات
إذا صح هذا - وهو صحيح - فكيف يجوز للأستاذ الزيات أن ينشر في مجلته تعريضاً بأجر يتقاضاه كاتبٌ صاحب (الرسالة) بصدق وإخلاص أكثر من أربع سنين؟
ومن الزيات الصديق؟
هو الرجل الذي يؤذيني بين قرائي وأصدقائي، فما ينشر لهم كلمة أقدمها إليه إلا بعد اختبار دقيق
أريد أن أعرف كيف يجوز للزيات أن يسمح بنشر كلمة فيها تعريض بمن ينتفعون بجهاد الأقلام، وهم أعظم من الذين ينتفعون بجهاد السيوف؟
وكيف يكون من العيب أن ننتفع بجهودنا الأدبية وهي جهود نخدم بها المجتمع كما يخدمه المشتغلون بالمحاماة والتدريس؟
وإذا جاز أن ينشر في الرسالة تعريض بمن ينتفعون بثمرات أقلامهم، ففي أي مكان ينتظر أرباب الأقلام كلمة الحق في الثناء على ما يقدِّمون من تضحيات، وهم أقل المجاهدين حظا من الثواب على الجهاد؟
ومتى نجد روح الوفاء إذا عز وجوده عند من قضوا أعمارهم في الأنس بمعاني الأدب الرفيع؟