ومهما تكن العواقب، فذلك حظي وحظك، وحظ إخوان كرام رضوا بالشقاء في خدمة الصحافة الأدبية ليرضوا شهوة العقل، وللعقول شهوات أقوى وأعنف من شهوات العيون والقلوب
وهل أقبلنا على الصحافة الأدبية طائعين؟
لا، والله، فما أقبلنا على هذا المورد إلا مسوقين بسوَّاقٍ حُطَم، هو القلم المفتون بافتراع المعاني
وجملة القول أن ما يعاب عليَّ يعاب عليك، فمتى تكثر العيوب؟ ومتى يكثر القادرون على الانتفاع بثمرات الأقلام؟
العيب الحق هو أن تشهد الوقائع بأن الذين ينتفعون من الصحافة الأدبية لا يزيدون عن آحاد، لأن أدباء مصر لم يستطيعوا إلى اليوم أن يصيّروا الأدب غاية وجودية، يحيا بها الناس كما يحيون بالطعام والشراب
فهل يستطيع من عابوا عليَّ الانتفاع بقلمي أن ينتفعوا بأقلامهم؟
وهل فيهم من جُعِل رزقه في سنان قلمه، كما جُعل رزقي في سنان قلمي؟
ليت الله يكثر من المنتفعين بأقلامهم، لنؤمن ونصدق بان القلم صارت له دولة في هذه البلاد!
ليت، ثم ليت!!
الدين الإسلامي في المدارس الأجنبية
قرأت في الجرائد خلاصة ما انتهى إليه البحث بين وزارة المعارف ونظار المدارس الأجنبية فيما يتصل بتعليم الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين بتلك المدارس، وقد فهمت مما قرأت إن البحث وصل إلى غايتين:
الأولى انه لا يجوز أن يعلم تلميذ ديناً غير دينه ولو رضى أهله بذلك
الثانية أنه يجب تعليم الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين بالمدارس الأجنبية
وقد حدثني بعض من شهدوا تلك المحادثات إن نظار المدارس الأجنبية لم يعترضوا على النص الذي يوجب ألا يتعلم التلميذ ديناً غير دينه، لأنهم لا يريدون فتح باب الفُرقة والخلاف بين أبناء هذه البلاد، ولأنهم يعرفون انهم مؤتمنون على ضمائر من يدخل