قلت: إغواء: أظله، أو دعاه إلى شيء غوى به أي ضل؛ وغره يغره: خدعه وأطعمه بالباطل؛ والقوم قصدوا خدع الخليفة وإطماعه بالباطل؛ والغر أو الغرور مثل الإغواء، وربما فضل الأول الثاني في هذا المقام
٣٠ - (ص٢٣٤). . . وإذا جرد الوالي لمن غمط أمره وسفه حقه اللين بحقاً والخير محضاً لمن يخلطهما بشدة تعطف القلوب على لينة ولا بشر يحيشهم إلى خيره، فقد ملكهم الخلع لعذرهم
وجاء في الشرح: كذا في ١؛ ويحيشهم أي يجعلهم يفزعون يقال: حاشه يحيشه إذا أفزعه؛ والذي في سائر الأصول:(يحبسهم)
قلت: الحيش: الفزع، والفزع هنا الخوف والذعر، لا الفزع إلى الشيء، أي اللجوء إليه؛ وفي حديث عمر إنه قال لأخيه زيد حين ندب لقتال أهل الردة فتثاقل: ما هذا الحيش والقل؟! أي ما هذا الفزع والرعدة؟ فاللفظة في (العقد) هي يحوشهم أو يحيشهم أي يسوقهم؛ ففي حديث عمر أن الرجلين أصابا صيدا قتلة أحدهما وأحاشه الأخر عليه؛ يقال: حشت عليه الصيد وأحشته إذا نفرته نحوه، وسقته إليه، وجمعته عليه كما في النهاية؛ وفي الصحاح: حشت الإبل: جمعتهما وسقتها، وحشت الصيد أحوشه إذا جئته من حواليه لتصرفه إلى الحبالة
٣١ - (ص١٧٨) قال كعب بن زهير:
بخلاً علينا وجبنا من عدوكم ... لبئست الخلتان البخل والجبن
قلت:. . . وجبنا عن عدوكم. وقد نسبه أبو تمام إلى قعنب بن ضمرة. وفي المبهج: قعنب بن أم صاحب وهي أمه، وهو أحد بني عبد الله بن عطفان، وكان في أيام الوليد ابن عبد الملك، والبيت ثالث ثلاثة في (الحماسة) شقيقاه هما:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً ... مني وما سمعوا من صالح دفنوا
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا
وقد تمثل أبو جعفر المنصور بذلك البيت في مقامين في خطبتين ذكرهما الطبري في تاريخه في (الخبر فن بعض سيرة المنصور) والبيت فيهما كما روى ديوان الحماسة
احتلت هذه الضئيلة البئيلة (من) ذلك المكان من البيت - غير متحللة عنه - الدهر الأطول