هذا: (وذكر الحصري رحمه الله في كتاب الزهر أن الذي سبب للبديع رحمه الله تأليف مقاماته هو أنه رأى أبا بكر بن الحسين بن دريد قد أغرب بأربعين حديثا ذكر أنه استنبطها من ينابيع صدره وأنتخبها من معادن فكره، على طبع العرب الجاهلية، بألفاظ بديعة حوِشَّية. فعارضة البديع بأربعمائة مقامة لطيفة الأغراض والمقاصد، بديعة المصادر والموارد). أنظر ج١ ص١٢ من هذا الكتاب
محمد علي النجار
من أدب آل عبد الرازق
منذ أيام توفى خادم من خدم بيت آل عبد الرازق، فخرج أهل الفقيد ومعارفه يشيعونه، وخرج فيهم، وسار في مقدمتهم، صاحب المعالي مصطفى عبد الرازق باشا يشيع الفقيد إلى مقره الأخير.
رأى الشاعر ذلك المنظر ففاض إعجابه بهذا المظهر النبيل بهذه الأبيات:
يا مصطفى، إن المكارم لم تزل ... فيكم، ومنكم تستمد جمالها
نشأت ببيتكم، فكانت منكمو ... نسبا، وكنتم في الحقيقة آلها
إن المعالي عند قوم رتبةٌ ... وأراك تشرح للورى أعمالها
أنشر مناهجها على طلابها ... واضرب لنا يا مصطفى أمثالها
علم، فإنك كنت خير معلم ... إن المكارم أصبحت يرثى لها!
تمشى تشيع خادماً مستعبراً ... مستشعرا عند المنون جلالها
وتسير حولك زمرة من جنسه ... ألفوا المذلة واكتسوا أسمالها
أنا ما عجبت فإنني أدرى بكم ... لكن رأيت الناس قالوا: يا لها!
إن قلت: ما أديت إلا واجباً ... قلنا: فمن في مثل فضلك قالها!
عش للمروءة راعيا من بعدما ... يَتِمَتْ وأفنى ذا الزمان رجالها
محمد جاد الرب
ولم يسعه إلا أن يرسل إلى معاليه هذه الأبيات، فتلقى من معاليه الرد البليغ الآتي:
حضرة الفاضل الأديب الأستاذ محمد جاد الرب