والمهم أن أسجل أن هذه الجمعية لها مجلة تنشر الثقافة الدينية والأدبية كالجمعية الشبان المسلمين مجلة تسمى (العالم الإسلامي) ولهاتين المجلتين تأثير في تكوين الأذواق وتهذيب النفوس، وإن كنت لا أدري ما صارتا إليه بعد أن حرمت الاستصباح بظلام الليل في بغداد.
النادي العسكري
هو نادي الضباط، وهو ناد له في ذهن الأستاذ الزيات تاريخ. فقد قال فيه كلمة لن ينساها البغداديون، فما هي تلك الكلمة؟ أظنه قال أنه كان يسمع فيه صوت السكون، فما استطعت الاتصال به عند كتابة هذا الحديث فأعرف بالضبط ماذا قال، لأني شرعت في كتابة هذا الحديث وأنا بغبار السفر بعد الرجوع من بغداد، بل أسوان.
وفي النادي العسكري سمعت نكتة عراقية: صحبني إليه رفيقان: هما السيد صادق الوكيل، والسيد جواد الشهر ستاني، وأراد السيد جواد أن يدلني على الطريق، فقال السيد صادق: لن يحتاج الدكتور مبارك إلى دليل عند الدخول، ولكن سيحتاج إلى دليل عند الخروج!
فهل كان يعرف هذا الشقي أن نشوة الأسمار والأحاديث ستحوجني بعد السهرة إلى السؤال عن الطريق؟
في النادي العسكري يسهر جماعات من ضباط الجيش العراقي وهم رجال على جانب من العلم والأدب والوطنية، وفيهم السيد مجيد الهاشمي، وهو رجل منوع المواهب، وله دراية بكثير من فنون المعارف والآداب، وهو من صلات الوصل بين مصر والعراق، لأنه موصول القلب والعقل بأكثر ما يصدر عن وادي النيل.
نادي البصرة
هو مجتمع أهل الفضل بوطن (الجاحظ) و (إخوان الصفاء)، ولو طالت إقامتي بالبصرة لاستطعت تسجيل ما به من خصائص تمثل ما عند أهل الجنوب من شمائل بيض، فأهل البصرة بشهادة جميع أهل العراق يمتازون باللطف والوداعة والكرم والجود، وقد سمعت عن السيد الشمخاني أحاديث تذكر بأخبار معن بن زائدة الشيباني، وآخر ما سمعت هو ما