للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جرت إليه المحاكاة الطائشة.

وفي حين كانت تقاليد الإسلام لا تبيح للنساء مخالطة الرجال ولا تبيح للرجال مخالطة النساء إلا بشروط وقيود. أصبحت حرية الاختلاط في بعض الطبقات الاجتماعية رهينة وحي اللهو والهوى والفتون، وفي حين كانت التقاليد الإسلامية تدفع بالناس إلى التبكير بالزواج والتناسل أصبحت أطوار الأخلاق، وفلسفة الزمان المستحدثة تغري بعكس ذلك من التقاليد التي قامت عليها عظمة الماضي وقوة السالفين.

وليس من شك أن هذه الحالة التي تواضع الناس على تسميتها بالحياة العصرية حيناً وبحالة التجديد حيناً آخر يتنافى مع التقاليد الأصيلة فينا، وإن هذه الحالة السيئة تسللت إلى مصر مع غفلة الزمن وضعف الشخصيات والولوع بالمحاكاة، ولقد شعر الكثيرون منا بخطر هذا الحال الاجتماعي واخذوا يثورون عليه سراً وفي استحياء في حين أن دعاة من صميم الغرب قد دعوا جهرة للحد من خروج المرأة عن نطاق عملها ودوائر نشاطها.

ورد في جريدة المقطم منذ أسبوع: أن سيدة سورية طلبت إلى الجهات المختصة في حكومتها الموافقة على انتظامها في سلك المحاماة، فردت تلك الجهات بامتناعها عن إجابة هذا الطلب لمخالفة ذلك لروح القرارات التي أصدرتها الحكومة الرئيسية في فيشي.

على أني لا أتعرض لإقرار ذلك أو رفضه، إنما أريد أن اتخذه دليلاً على ما يبديه الغرب من الروح الجديدة، والرجوع بالمرأة إلى الحدود الواجبة.

المعاول

ومما يزيد الأمر عندنا سوءا أن معاول الإتلاف في الحياة الاجتماعية متعددة وكثيرة، فإشاعة الروايات الغرامية، وعرض المسرحيات الرخيصة، وترديد النظر فيما يعرض في دور الخيالة السيئة، وما يوحيه ذلك للفتيات والفتيان والزوجات والأزواج والاختلاف إلى المتنزهات العامة دون رقابة واحتشام وعصمة، وقراءة ما يسمونه الأدب المكشوف، وكثرة الاطلاع على الصور في أوضاعها الخليعة، وما إلى هذه المغريات. كل ذلك شأنه شأن المعاول في هدم الحياة الاجتماعية المنتجة، وفي زعزعة أسس التربية الصالحة في كيان الأسر.

الدعوة والعمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>