للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(الصحافة الشفوية) وهي صحافة لا يشرف عليها حسيب أو رقيب، فتجول في الأندية والمجالس بلسان مسموم لا يكبحه عنان ولا يصده وثاق.

ومن هنا تعجز الحكومة العراقية عن الطب لوساوس الجمهور قبل استفحال الداء.

وهل احتاج إلى النص على أن الصحافة التحريرية أخف وقعا من الصحافة الشفوية؟

إن الصحافة التحريرية يديرها رجال ينهاهم العقل والمنطق والذوق عم الإمعان في الإرجاف، أما الصحافة الشفوية فيخب فيها كل مخلوق على حسب هواه، وقد يحترفها أقوام لا يعرفون أخطار (الغيبة الاجتماعية) وهي افظع من الغيبة الفردية، فأنت حين تغتاب شخصا لا تؤذي غير رجل واحد، ولكنك حين تغتاب حكومة قد تعرض أمة برمتها إلى التصدع والانحلال.

ولكن ما نتيجة انعدام التعاون بين السلطة التنفيذية والسلطة الأدبية في العراق؟

النتيجة هي ضعف الأدب السياسي هناك، وكيف يقوى الأدب السياسي وما تستطيع جريدة أن تقول إنها أسندت هذه الوزارة أو قوضت تلك؟؟

وكيف ينبغ الكتاب السياسيون وقد حرموا القدرة على تشريح المذاهب والآراء؟

وارجع مرة ثانية إلى الخطر المخوف على الصحافة العراقية وهو محاكاة الصحف المصرية، فتلك المحاكاة هي سبب البلاء، ويجب أن يكون للصحافة العراقية مسالك جديدة تراعي فيها ظرف المكان، وتطب لأدواء المجتمع العراقي بلا استطالة ولا بغي ولا عدوان.

والى أن يجيء اليوم الذي يتم فيه التفاهم بين السلطة التنفيذية والسلطة الأدبية. . . ما الذي يجب أن تصنع صحافة العراق إلى أن يجيء ذلك اليوم؟

أرى أن يفكر الصحفيون العراقيون في تزويد جرائدهم بأطيب الزاد من العلوم والآداب والفنون لتصبح الجريدة وهي جارحة من الجوارح الروحية لا يستغني عنها رجل يتنسم هواء العراق.

إن كان للصحافة العراقية عذر في العجز عن خلق الكاتب السياسي، فما عذرها في العجز عن خلق الكاتب الأدبي والكاتب الاجتماعي؟

ما عذرها وليس للحكومة سلطان على كتاب الأدب والاجتماع؟ وما عذر أدباء العراق في

<<  <  ج:
ص:  >  >>