وذلك مأخذ شكلي صغير. أما الكتاب كله فتحفة للمكتبة العربية جدير بأن يفتح للنقد اللغوي والأدبي مجالاً جديداً في مطالعات القراء.
ضحكات إبليس
هي قصص قصيرة كل منها ضحكة خفية أو غمزة متوارية تبدو فيها (العفرتة) التي تهيئ للعنوان العام!
وقد أصدر مؤلف هذه المجموعة الأستاذ صلاح الدين ذهني مجموعة قبلها باسم (رئيس التحرير) وقصة طويلة اسمها الدرجة الثامنة، وهذه هي محاولته الثالثة
تضم هذه المجموعة أربع عشرة قصة قصيرة؛ والقصة القصيرة أصعب وأدق من القصة الطويلة التي تتسع للترسل والعرض والتحليل، كما أن القصة أصعب على العموم من الرواية، لأنها تستغني عن الوقائع الروائية، فلابد أن تستعيض عنها بعناصر أساسية في صلبها تعوض هذا النقص، وتلذ للقارئ لذاذة العنصر الروائي الجذاب
ومؤلف هذه المجموعة قد خطا خطوات تستحق الالتفات في مجموعته الجديدة، ففيها خمس قصص على الأقل تعد ناضجة كاملة وهي نسبة كبيرة جداً في فن ناشئ في اللغة العربية لم يتعد حتى اليوم حدود المحاولات، وهذه القصص هي: مانكان، وقريتنا النموذجية، وكلاب وناس، والعفريت، والتوبة
والقصص الثلاث الأولى اجتماعية تلمس ثلاث جوانب في حياتنا الاجتماعية المصرية تصور أولاها (كاريكتيرا) صادقاً لكثيرين من المشتغلين بالمسائل السياسية، الذين لا تتعدى وسائل نجاحهم في هذه المسائل أن يكون كل منهم (مانكان) دمية لا رأي لها ولا عقيدة إلا شرح آراء الآخرين ومناصرتها والتقلب على أشكالها، وتصور الثانية (كاريكتيرا) حقيقياً لتفكيرنا في إصلاح الريف ذلك التفكير الذي يجنح للترف والرفاهية والظواهر ويغفل المشاكل الحقيقية ولا يحاول الاتصال بعقلية الريف الصميمة. وتصور الثالثة (كاريكتيرا) مؤلماً لتفاوت الحياة بين قوم وقوم في مصر، حيث يموت الناس في سبيل الكلاب المدللة المحبوبة عند الأسياد المترفين!
والقصتان الأخيرتان إنسانيتان ملونتان باللون المصري، اختار لأولاهما شخصية (وكيل المحامي) في الحي البلدي، فأبدع في تصويرهما معاً إبداعاً ذكرني بالقصص الروسي