أهداب الديباج، حتى استرد الليل بردته السوداء، وطوى فيها حلمي ألهني، فصحوت أمد يدي. . . قالت المرأة: مالك؟ قلت أين المال؟ قالت: المال أخذ. . . أحسست أن عقلي أخذ معه، وقمت أتفحص عن الجدار فما وجدت نقباً، وطفت أتوسم في الأثاث فما رأيت أثراً، فأي لص هجم على بيت كأنه حصن؟ وكيف تسور أو تدخل؟ تخيل لي أن عقلي قد اختنق، وأن صدري قد اشتعل، فسرت تيهان هائماً كمحترق يفر من نار شبت فيه!!. . . وهكذا رأيت قرة عيني تسيل في دموع كأنها ينبوع!. . . وأحسست بهجة قلبي تطير في خفقان، كأنها غربان!. . .
قال المنصور: لعل المال مأخوذ غير مسروق
فنظر إليه سعيد نظرة سائلة وهو يردد قوله: مأخوذ! مسروق!. . . مأخوذ! مسروق!. . .
فأطرق المنصور عنه قليلاً، ثم قال: منذ كم تزوجت امرأتك؟
قال سعيد: منذ سنة
قال المنصور: شابة أم مسنة؟
قال سعيد: شابة
قال المنصور: ألها ولد؟
قال سعيد: لا!
قال المنصور: أبرْزة إلى الرجال، أم مقصورة في الحجال؟