للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من التطور باختلاف العصور. ومن آثار هذا ما حدث في اللغة العربية بصدد أصوات الجيم والثاء والذال والظاء والقاف. فقد أصبحت هذه الأصوات ثقيلة على اللسان في كثير من البلاد العربية، وأصبح لفظها على الوجه الصحيح يتطلب تلقينا خاصاً ومجهوداً إرادياً وقيادة مقصودة لحركات المخارج. ولعدم ملاءمتها مع الحالة التي انتهت إليها أعضاء النطق في هذه البلاد أخذت تتحول منذ أمد بعيد إلى أصوات أخرى قريبة منها، فصوت الجيم الذي كان ينطق به معطشاً بعض التعطيش في العربية الفصحى قد تحول في معظم المناطق المصرية إلى جاف (جيم غير معطشة)، وفي معظم المناطق السورية والغربية إلى جيم معطشة كل التعطيش والثاء قد تحولت إلى تاء في معظم المناطق المصرية وفي بلاد أخرى فيقال: (توب. تلج. تخين. تعلب. تعبان. تفل. تئيل. تلت. تلاتة. تمن. تمانية. تور. أتنين. نتر. جتة. عتة. عتر. . . الخ. بدلاً من ثوب. ثلج. ثخين. ثعلب. ثعبان. ثفل. ثقيل. ثلث. ثلاثة. ثمن. ثمانية. ثور. أثنان. نثر. جثة. عثة. عثر. . . الخ). والذال قد تحولت في كثير من المناطق العربية إلى دال في معظم الكلمات، فيقال: (داب. دراع. ديب. ده. دي. دبل. دبح. دبان. دأن. أدان. ودن. دهب. دبل. . . إلخ بدلاً من: ذاب. ذراع. ذئب. ذا. ذي. ذبل. ذبح. ذبان. ذقن. أذان. أذن ذهب. ذيل. . . الخ)؛ وإلى زاي في بعض الكلمات، فيقال مثلا: (زنب. زهن. زكي. بزر. رزالة. . . الخ؛ بدلاً من: ذنب. ذهن. ذكي. بذر. رذالة. . . الخ). والظاء قد تحولت إلى ضاد في معظم الكلمات؛ فيقال: (ضلام. ضفر. ضل. ضهر. الخ. بدلاً من ظلام. ظفر. ظل. ظهر. . . الخ) وإلى زاي مفخًّمة في بعض الكلمات (كما ينطق في عامية المصريين بكلمات: ظالم. ظريف. أظن. حظ. . . الخ). والقاف قد تحولت إلى همزة في بعض الكلمات المصرية، فيقال: (أط. ألت. أبل. عأد. نطأ. . . الخ؛ بدلاً من: قط. قلت. قبل. عقد. نطق. الخ)؛ وإلى جاف (جيم غير معطشة) في معظم اللهجات العامية في مصر وغيرها من البلاد العربية، فيقال: (جط. جلت. جبل. عجد. نطج. الخ)؛ بدلاً من: قط. قلت. قبل. عقد. نطق. الخ)

٨ - الأخطاء السمعية وسقوط الأصوات الضعيفة. قد يحيط بالصوت بعض مؤثرات تعمل على ضعفه بالتدريج، كوقوعه في آخر الكلمة، وزيادتها عن بنيتها، وعدم توقف المعنى المقصود عليه؛ فيتضاءل جرسه شيئاً فشيئاً حتى يصل في عصر ما إلى درجة لا يكاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>