للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في عامية المصريين (رام وعيسَ ومصطفَ أبُ حسين سافَر يوم الخميس لجرجَ) بدلاً من: (رامي وعيسى ومصطفى أبو حسين سافروا يوم الخميس إلى جرجا)

وما حدث في اللغة العربية تحت تأثير هذا العامل، حدث مثله في الكثير من اللغات الأخرى. فمعظم أصوات اللين المتطرفة في اللغة اللاتينية قد انقرض في اللغات المنشعبة عنها.

ووقوع الصوت الساكن (ونعني به ما يقابل صوت المد في آخر الكلمة يجعله كذلك عرضة للتحول أو السقوط، فمن ذلك ما حدث في اللغة العربية بصدد التنوين ونون الأفعال الخمسة والهمزة والهاء المتطرفتين. فقد انقرضت هذه الأصوات في معظم اللهجات العامية المنشعبة عن العربية، كما يظهر ذلك بالموازنة بين العبارات العربية المدونة في السطر الأول ونظائرها في عامية المصريين المدونة في السطر الثاني:

محمدٌ ولدٌ مطيعٌ؛ الأولاد يلعبون، الهواءُ شديدٌ؛ انتظرته ساعةً كاملةً

محمدْ ولدْ مطيعْ؛ الأولاد بِيِلعَبُ؛ الهَوَ شديدْ، انتظرتُ سَاعَ كامْلَ

ومن هذا القبيل كذلك حذف آخر الكلمة التي يوقف عليها في عامية كثير من المناطق المصرية، كبعض مناطق بني سويف والشرقية ورشيد، فيقال مثلاً (إنت يَا وَلَ)؛ بدلاً من (أنت يا ولد)؛ (فين أخوك محمو) بدلاً من (أين أخوك محمود)؛ (إدِّيلُ خَمْسَأرو) بدلاً من (أدِّ له خمسة قروش)

وما حدث في اللغة العربية بهذا الصدد حدث مثله في كثير من اللغات الأخرى. فمعظم الأصوات الساكنة المختتمة بها الكلمات اللاتينية قد انقرضت في النطق الفرنسي أو تحولت إلى أصوات ساكنة أخرى أضعف منها أو إلى أصوات لين

(ب) ووقوع الصوت في وسط الكلمة يعرضه كذلك لكثير من صنوف التطور والانحراف. فمن ذلك ما حدث في اللغة العربية بصدد الهمزة الساكنة الواقعة في وسط الثلاثي، فقد تحولت إلى ألف لينة في عامية المصريين وغيرهم، (فيقال: راس، فاس، فال، ضاني. . . الخ بدلاً من: رأس، فأس، فأل، ضأن. . . الخ)

ومن هذا القبيل كذلك ما حدث بصدد الياء والواو الساكنتين في وسط الكلمة في مثل (عين) و (يوم). فقد تحولتا في بعض المناطق المصرية وغيرها إلى صوتين من أصوات المد،

<<  <  ج:
ص:  >  >>