وأقول: إن أهل العراق أهل شقاق، ولكنهم ليسوا أهل نفاق
فأين من يسمع كلامي قبل أن ينجح من يسرهم إفساد ما بين إنجلترا والعراق؟
وأين من يسعى للصلح بين جيشين كانا بالأمس حليفين؟ ولن يستفيد من تأريث القتال بين هذين الجيشين غير من يتربصون لأولئك وهؤلاء؟
وهل ضاعت الفرصة لإصلاح ذات البين؟
ثم اشتركت في الحديث مع الرجلين الكريمين عبد الستار الباسل وعلي الشمسي، وكان الحديث حول ما تستطيع مصر أن تصنع في هذا الظرف الدقيق (؟!)
وقيل كلام وكلام وأنا ضيِّق الصدر بكل ما أسمع؛ فقد كان دخان المدافع في حدود الحبانية يصل إليَّ، على بُعد ما بيني وبين الحبانية. وهل يبعد عني شرٌّ يطير أُواره في أروقة بغداد؟
الله وحده هو الذي يعلم كيف كان حالي والرقص محتدم بأبهاء المفوضية العراقية، والرقص من فنون الحرب، لأنه صراع بين العواطف والأحاسيس
ورجعت إلى داري في سيارة رجل كريم من أشراف الحجاز وصدري يكاد ينشقُ من الألم والغيظ؛ فقد كنت أحب أن تعفيني الحوادث من صدمة الكرب في ليلة الاحتفال بميلاد ملك العراق!
ماذا أصنع؟ ماذا أصنع؟
سأمضي في الصباح لمقابلة رئيس الوزراء، وسأقول له كيت وكيت، وسيكون لي مقام محمود في التمهيد لشئون تقوى المركز الأدبي لمصر في الشرق
ثم جاء الصباح فتذكرت أني مسئول أمام وزير المعارف لا أمام وزير الخارجية؛ وخطة السير في هذا الأسبوع توجب أن يكون عملي في المدينة التي تواجه عدوان الحرب من يوم إلى يوم، فهل أغيِّر الخطة وقد عرفت أن عملي سيكون في مدينة مبتلاة بمخاوف الحرب؟
وكيف وأنا لا أرحم نفسي في أداء الواجب؛ لأني أؤدي الواجب بلا رقيب، فقد وثق بي رؤسائي وأسلموني إلى ضميري لأقتل نفسي بلا ترفق ولا استبقاء. ولو راقبني رؤسائي لرحمت نفسي، وانتفعت بحقي في تعديل خطة السير وفقاً للظروف، ومَن أسلمك إلى