للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من أجلها. . .

ولقد خرج (جرير) من بادية اليمامة إلى عاصمة الخلافة الأموية يقصد عبد الملك بن مروان ويقول لامرأته:

سأمتاح البحور فجنبيني ... أذاة اللوم وانتظري امتياحي

وخرج أبو نؤاس إلى مصر (راحلاً) يمدح الخصيب ويقول:

ذريني أكثر حاسديك برحلة ... إلى بلد فيه الخصيب أمير

وابن هانئ الأندلسي يخرج من الأندلس إلى شمالي أفريقية فيمدح الخليفة المعز ويرحل معه إلى مصر ويصف هذه الرحلة في بعض شعره

وإذا كانت هذه الرحلات الفردية وكثير غيرها قد أضافت بعض الثروة إلى الأدب إلى أنها لم تكن منتجة بالنسبة للرحلات والأسفار. فهي عقيمة كل العقم من هذه الناحية

ولم يبتدئ الاهتمام بالرحلات لذاتها وتدوينها في أسفار خاصة، وتقييد كل ملاحظات الرحالة عليها إلى في القرن الرابع الهجري - المقابل للعاشر الميلادي -

ومن المقدمين في هذا الباب المسعودي صاحب (مروج الذهب) وقد أولع بالأسفار وهو صغير، وخرج للسياحة ولم يسلخ العشرين من عمره. ويمتاز ببعض الدقة العلمية، وعدم التصديق لكل خرافة تذاع أو ذائعة تشيع. وعبارته في الكتابة قوية لا تميل إلى ضعف ولا تجنح إلى ركاكة

أما البيروني - وكان من رحالي القرن الرابع أيضاً - فقد ترك لنا كتابيه (الآثار الباقية عن القرون الخالية) و (تاريخ الهند). ويعد كتابه الثاني أوفى مرجع عن بلاد الهند وأملأ كتب الأسفار تعريفاً بها

ولقد ظهر في هذا القرن أيضاً رحالة عظيم اختصه الأستاذ أحمد أمين بمقال ممتع في الجزء الثاني من فيض الخاطر. وأسمه أبو عبد الله القدسي. وكتابه الذي وضع فيه قوانين الرحالين، وقواعد السفر، وشروط من يتصدى لشد الرحال اسمه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم). وقد رأيته عند صديقي المستشرق الهولندي (مستر ستريكر)، وكان يعتمد عليه في دراساته الجغرافية التاريخية

ويمتاز هذا الرحالة باستجماع عدة الجوّاب، واستكمال أدواته. فقد عمل كل ما يستطاع

<<  <  ج:
ص:  >  >>