للمضارع للدلالة على الاستمرار. وقد اختلفت هذه اللهجات في الإشارة إلى هذا الزمن، فبعضها يشير إليه بباء في أول الفعل (بيكتب) في بعض اللهجات المصرية؛ وبعضها يشير إليه بميم في أول الفعل كذلك ((منكتب) في بعض اللهجات المصرية والسورية)؛ وبعضها يشير إليه بكاف قبل الفعل ((كيكتب) في لهجة المغرب)؛ وبعضها يشير إليه بكلمة (عم) قبل الفعل ((عم يكتب) في كثير من اللهجات المصرية والعراقية)؛ أو بكلمة (راه)((راه يكتب) في لهجة المغرب. وتستخدم هذه الأداة كذلك في مصر ولكن للدلالة على الاستقبال وتقلب هاؤها حاء، فيقال (راح يكتب))
١٨ - انقراض بعض الكلمات لانقراض مدلولها أو قلة استخدامه. فقد انقرض في اللهجات العامية كثير من الأسماء العربية الدالة على أمور بطل استعمالها؛ ويصدق هذا على أسماء الملابس والأثاث وعدد الحرب ووسائل النقل وآلات الصناعة والمقاييس والنقود ومظاهر النشاط والنظم الاجتماعية. . . التي كانت سائدة عند العرب في عصورهم الأولى، ولكنها انقرضت أو لم يعد لها شأن في عصورنا الحديثة، فانقرضت معها الكلمات الدالة عليها
١٩ - انقراض بعض الكلمات لثقلها على اللسان أو عدم تلاؤمها مع الحالة التي انتهت إليها أعضاء النطق. . . وما إلى ذلك وإلى هذا العامل يرجع السبب في انقراض كثير من الكلمات العربية من لغات التخاطب العامية في العصر الحاضر
٢٠ - انقراض الكلمة لدقة مدلولها، أو لعدم الاحتياج إليه في لهجات المحادثة العادية، أو قلة دورانة فيها، أو وجود لفظ آخر مرادف له. فلهجات المحادثة تقتصر في العادة على الضروري وتنفر من الكمالي وتنأى عن مظاهر الترف؛ وإلى هذا العامل يرجع السبب في انقراض آلاف من الكلمات العربية من لهجات المحادثة الحاضرة، وفي تجرد هذه اللهجات من أهم خاصة تمتاز بها العربية، وهي سعة الثروة في المفردات وكثرة المترادفات
هذا، وعلى الرغم من اختلاف هذه اللهجات في ظروفها، فقد تأثرت في بعض النواحي بعوامل متحدة، فاتفقت في طائفة من مظاهر التطور. وتبدو وجوه اتفاقها هذا في أمور كثيرة من أهمهما يلي:
١ - تجردها من جميع الحركات التي تلحق آخر الكلمات في العربية الفصحى، سواء في ذلك ما كان منها علامة إعراب وما كان حركة بناء. فينطق في هذه اللهجات بجميع