مصر فجمعوا شملهم وكونوا قوة نظامية للاستيلاء على أرض مصر، وكانوا وقتئذ تحت قيادة ملكهم المدعو مريي وهذا أجبر بدوره التحنو أن ينظموا إليه، ثم استعان بقرصان البحر الأبيض المتوسط وأخذوا يزحفون على مصر للاستيلاء عليها والاستيطان بها. أما حلفاؤه من قرصان البحر المتوسط فكانوا مكونين من سردينيين وصقليين ومن باقي أهالي جزر البحر الأبيض المتوسط، وكان هؤلاء القوم قد عبروا البحر كثيراً فيما مضى وإليهم يعزى أصل الليبيين البيض البشرة (يرى هذا المرحوم جيمس والأستاذ هنري برستدت)، وبذلك أصبح الليبيون يهددون كيان الدولة المصرية. وكان على عرشها في ذلك الوقت منفتاح فرعون موسى عليه السلام - على ما يقال - فأستعد هذا الفرعون لخطرهم وأمر موظفيه بحشد الجيوش وتجهيزها. وكان الليبيون في ذلك الوقت قد أخذوا يتقدمون نحو مصر فلما أبصروا خيراتها العظيمة ازدادت همتهم واشرأبت أعناقهم إليها، فاخترقوا الحصون المصرية الغربية، وهناك عند مدينة بريرع التي نجهل موقعها الآن اشتبكت الجنود المصرية مع الأعداء وتمكنت من طردهم بعد أن كبدتهم خسائر فادحة وأجبر ملكهم مريي على الفرار إلى وطنه تاركاً جميع أسرته يائساً من النصر بعد أن قتل أولاده الستة؛ ثم خلعه قومه وملكوه عليهم غيره. ويستدل من القتلى والغنائم أن جيش الليبيين وحلفائهم كان لا يقل عن عشرين ألف مقاتل وهكذا نجت مصر من الغزو الليبي
توفي الملك ورمر خليفة الملك السابق المعزول فورث العرش ابنه تيمر وهذا صمم على الانتقام لشرف الليبيين من فرعون مصر، وكان في ذلك الوقت رمسيس الثالث، ولتنفيذ غرضه نراه يتحالف مع قرصان البحر الأبيض المتوسط ثانياً ولكن سرعان ما هزمهم رمسيس الثالث بالقرب من مدينة (رمسيس الثالث معاقب أهل التمحو (لببا))
أمام هذا الفشل المتكرر لم ير الليبيون فائدة من القيام بحملات ضد مصر لكي يستوطنوها ولكنهم مع ذلك قاموا بهجرة عظيمة ثانية إلى غربي الدلتا على أثر غزو قبائل المشواش لبلادهم التي أتلفوها ثم أجبروهم أن يتحدوا معهم لمحاربة مصر، وتولي قيادة هذه الحملة الجديدة مششر بن ملك المشواشيين المدعو كبر ولكن الفشل في هذه المرة أيضاً كان حليفهم إذ هزمهم فرعون مصر فولوا هاربين بعد أن قتل قائدهم وأسر والده مع عدد عظيم منهم واعتبر رمسيس الثالث هذا النصر العظيم عيداً يحتفل به سنوياً وسماه (عيد قتل