المشواشيين) ولقب جلالته نفسه بعد ذلك بالألقاب الآتية:(حامي مصر والمدافع عن الأقطار وغازي المشواشيين ومتلف أرض التمحو)
هذه هي المرة الثالثة التي صدت فيها القبائل الغربية عن الدلتا ونيلها. ولم يعد بعد ذلك عند رمسيس الثالث مجال للخوف من تلك الجهة بالرغم من أن قوة الاستعمار عند الليبيين لم تنعدم بالمرة. والمعروف أن هؤلاء القوم لم تتحد لهم كلمة بعد ذلك، لكنهم أخذوا يهاجرون مسالمين إلى القطر المصري كما فعلوا قبل حكم الأسر، وكان ذلك على فترات متقطعة وبنفر قليل لم يقاومهم فرعون مصر ولم يهتم بهم كثيراً لعلمه بضعفهم وعجزهم، ولكن بفضل هذه المهاجرة السلمية استطاعوا ان يبسطوا بعض نفوذهم على الوجه البحري. ومما ساعدهم على ذلك زيادة الجنود الليبية المأجورة بالجيش المصري باطراد. وكان فراعنة مصر قد لجئوا إلى استخدام الجنود المرتزقة في أواخر الدولة الحديثة من التاريخ المصري القديم، وأصبح الجيش المعسكر بالدلتا لحفظ النظام هناك تحت قيادة ضباط مشواشيين حتى إنه حدث في عهد الأسرة الحادية والعشرين أن قصرت بعض الوظائف الهامة عليهم
ثم ظهر من بينهم رجل قوي ثري يدعى شيشنق لقب نفسه (برئيس المشماس العظيم) استطاع أحد أحفاده أن يعلي من نفوذ آسرته الليبية ثم انتهز فرصة ضعف آخر الملوك الأسرة الحادية والعشرين أو انقراض ملوكها واستولى على عرش مصر وأتخذ له مدينة تل بسطة عاصمة لملكه وكان ذلك في عام ٩٤٥ ق م وقد اعتبر مانيتون المؤرخ المصري القديم شيشنق هذا مؤسساً للأسرة الثانية والعشرين وبذلك استطاع الليبيون التربع على عرش مصر بلا تعب ولا حاجة إلى امتشاق الحسام بعد مضي مائتي سنة تقريباً من وفاة رمسيس الثالث الذي سحقهم سحقاً لما علم بنياتهم الخبيثة نحوه ولكي يوطد شيشنق عرش أسرته زوج ابنه بكريمة آخر الملوك الأسرة الحادية والعشرين لكي يمنح ابنه حقاً شرعياً لتولي عرش مصر بعد وفاته وذلك عن طريق زوجته
حاول شيشنق هذا إصلاح حال مصر وإرجاع أملاكها القديمة فنراه يبسط نفوذه على فلسطين تاركاً ولايتها لسليمان الحكيم كما استرجع النوبة. والخلاصة أن مصر تمتعت برخاء نسبي في أول عهد الحكم الليبي بعد أن ساء حالها. وقد كشفت آثار بعض ملوكهم في العام الماضي فوجد معظمها من الفضة وهي كما نعلم كانت في عهد الفراعنة أغلى من