للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محمد محمد رضوان

ربيع وجمادى

شاع - خطأً - وصف هذا الشهرين بما لم يعرف في اللغة فأحببت أن أنقل عن كتب اللغة وصفهما تنبيهاً وتصويباً؛ ولفت نظر الكتاب والمؤرخين؛ والرسالة الغراء - ومكانها في اللغة والأدب عالي الذروة - أسبق المجلات إلى الصواب والهدى

قال صاحب القاموس وغيره: والربيع ربيعان: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة؛ فربيع الشهور شهران بعد صفر، ولا يقال إلا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر (بوزن الفاعل). وإما ربيع الأزمنة فربيعان: الربيع الأول الذي يأتي فيه النَّوْس والكمأة؛ والربيع الثاني الذي تدرك فيه الثمار. . .

وجمادي من أسماء الشهور معرفة مؤنثة وجمعها جماديات، وجمادي خمسة الأولى وجمادي ستة الآخرة.

طه محمد الساكت

مدرس بمعهد القاهرة

مذهب الفرد ومذهب الجماعة

أثار الأستاذ الكبير الدكتور زكي مبارك مناقشة في مقاله (الفرد أساس الجماعة). ولا ينكر أحد أن الفرد أساس الجماعة بمعنى أن الجماعة أفراد. لكن الأمة ليست أفراداً فحسب، بل هي أفراد اقتضى اشتراكهم في فوائد المجتمع أن يضحي كل فرد بشيء قل أو كثر. والمعضلة هي إلى أي حد ينبغي أن يضحي الفرد من اجل الجماعة. . . ففي بعض العصور راجت فكرة من يقول: إن الفرد ينبغي أن يضحي بكل شيء إذا اقتضت فائدة الجماعة ذلك، وفي عصور أخرى راجت فكرة من يقول: أن الدولة التي أنشأتها الجماعة ينبغي ألا يتعدى اختصاصها النظر في أمور الأمن العام، وأنها ينبغي أن تترك كل فرد حراً في آرائه وإحساسه وميوله وأفعاله، ما دام لا يتعدى على غيره اعتداء يحرمه القانون؛ أما فكرة من يقول: إن الفرد ينبغي أن يكون في كل أمر خاضعاً للجماعة، فإنها تضحي

<<  <  ج:
ص:  >  >>