قرأت - في الرسالة عدد ٤١٢ - كلمة الأخ الصديق الأستاذ محمد عبد الغني حسن عن كتاب (إمتاع الأسماع) الذي ألفه المقريزي، وكان له شرف تصحيحه وشرحه، وإني لأشكر للأخ الكريم ثناءه وحسن ظنه بأخيه. جزاه الله عني أفضل الجزاء.
وقد استدرك الأخ الأستاذ بعض ما فاتني من الخطأ، فله الشكر على اهتمامه وحسن تهَدِّيه ويقظة عينيه، وإن صحَّ لي أن أقول شيئاً تعقيباً على استدراك الأستاذ، فلست أزيد على أن التصحيح المطبعي صناعة وفن قبل أن يكون علماً ودراية، وكل ما استدركه - إلا الفقرة الأولى يدخل في باب تصحيح الأخطاء المطبعية، فالأخيرة منها مثلاً، وهي:(من هوزان) ص ٤٠١ مذكورة في هذا الوجه نفسه مرات كثيرة على الصواب (هوازن) بتقديم الألف على الزاي - لا كما جاءت في تصحيح الأستاذ نفسه (هوزان) كما في الإمتاع!! -، ولكن تنبُّه الأستاذ إلى مثل هذه الأخطاء يدل على دقة وبصر، وأنه يحسن التصحيح المطبعي وذلك لما جُبِل عليه من الهدوء والوداعة.
وأما الفقرة الأولى من استدراكه، وهي التي جاء فيها تعقيبه على هذا الرجز: ص ٢٢٢
(اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
وقوله: إن صواب الأول: (لا هُمِّ لولا أنت ما اهتدينا) وإن صواب الأخير: (إن الأليَ لقد بغوا علينا)، ثم تعجبه من أن يفوتني ذلك الاختلال في وزن الرجز، وأنا شاعر وعروضيٌ!! فإني أبرأ إليه من نسبة العروض، فطالما أفسد العروض ما بيني وبين أصحابي من الشعراء، وليس الأمس ببعيد.
ورواية الأول:(اللهم لولا أنت ما اهتدينا)، هي الواردة في الأصل، وفي البخاري وفي مسلم (شرح النووي ج ١٢ ص ١٦٦)، وفي أكثر كتب التاريخ والسير والحديث. وقد جاءت الرواية التي ذكرها الأستاذ في كتاب الطبقات الكبير لابن سعد ج ٢ ص ٥١،