للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخيراً، أشكر للأستاذ هذه الهمة التي دفعته إلى النظر والتنقيب، والبحث والتنقير؛ وأثني عليه بما هو له أهل، وأسأله أن يتغمَّد خطأ أخيه بما أعرفه من نبله وعلمه وفضله والسلام

محمود محمد شاكر

ابرهيم طوقان!

ألقى إليَّ بريد فلسطين صباح الثلاثاء الماضي رسالة من نابلس، وجَّهتها (لجنة تأبين الشاعر الأديب المرحوم إبرهيم طوقان). . .

وإنه لمما يضاعف الحزن على الفقيد الشاب والإحساس بشدة المصاب فيه، ألا يَذيع نعيُه إلا مع الدعوة لتأبينه، وقد كان من المنزلة بين شعراء العربية وأدبائها بحيث يحس فقدَه كل من تربطه به صلةٌ من الود أو صلةٌ من الأدب في مختلف أقطار العربية.

وما أريد أن يُذهلني مصابي فيه عن توجيه العتب إلى أصدقائه وخاصته في فلسطين: كيف فاتهم أن يَنعوه يوم نعوه إلى أدباء مصر، وهو كان أقرب صلة وأدنى منزلة، وله فيهم عشرات من الأصدقاء الأوفياء يعرفون فضله ويُعجبون بأدبه؟

ألا إن الخطب في إبرهيم ليس خطب أسرته وأهله ولا خطب أصدقائه في نابلس وفلسطين، ولكنه خطبُ كل أديب عربي تذوق من شعره، أو اطلع على نتائج رويته وبحثه، أو استمع إلى صوته في المذياع من محطة القدس العربية. . .

ولكنه قد مات، واخترمته المنون في نضرة الصبا وعنفوان الشباب، وهذا ناعيه ينعاه. . . فماذا على أصدقائه بعد؟

لقد عاش إبراهيم حياته عزوفاً عن الشهرة، بعيداً عن الفخر والادعاء؛ فما عرفه حق العرفان إلا طائفة قليلة من قراء العربية وإن كان في حقيقته بالمنزلة التي لا يتسامى فلانٌ وفلان من ذوي الألقاب الأدبية. وإن له على أصدقائه اليوم لحقاً يقتضيه الأدب ويقتضيه الوفاء: أن يذيعوا ما يعرفون من فضله وينشروا ما طواه من أدبه؛ وإنه لجدير بأطيب الذكرى وأحسن الثناء!

وهاأنذا أعتمد على كرم صديقي الأستاذ الزيات، فأدعو من يشاء من خاصة الفقيد وأهله وذوي ودِّه، أن يبعثوا إلى الرسالة بما يريدون أن يعرف الأدباء عن طوقان الشاعر المحقق

<<  <  ج:
ص:  >  >>