الأديب، وإن في صدر الرسالة لسعة لمن يشاء أن يسجل آية من آيات الوفاء للشاعر الشاب الذي وهب حياته للعربية ومات في ميدان الجهاد!
أما الدعوة لتأبينه وضجة الحرب تبتلع الأصوات، وترد الألسنة في الأفواه، فدعوة إلى غير نتيجة وعمل ليس فيه غناء!
وعزاءً إلى أسرة الفقيد وأصدقائه، والى فلسطين الصابرة المأجورة
محمد سعيد العريان
إلى علماء الإسلام
يا أحق الناس بالحلم وأولاهم بسعة الصدر، هبوا لي بعض وقتكم وانزلوا لأتفاهم معكم، فإن كنتم على صواب تعلمت منكم واعتذرت لكم، وإن كنت محقاً فارجعوا إلى الصواب مأجورين مشكورين!
أرى الإقبال على الأزهر الشريف والمعاهد الدينية في ازدياد مستمر، وأجد المتخرجين منها كثيرين كثرة ملحوظة؛ فأسأل النفس لم يفني كل هؤلاء الطلبة ربيع حياتهم في الجلوس إلى المعلمين واستذكار الدروس، لينالوا شهادة لا يوظف بها إلا القليلون، أم ليظهروا على الناس بعلمهم ويفرضوا عليهم احترامهم، أم ليلزم كل منهم صومعة ويعبد الله بعيداً عن الدنيا ومن فيها.
إن كانت هذه هي الغاية فما لهذا يعمل ذو عقل، وما لهذا يصح لإنسان أن يعيش عالة على أهله نصف عمره أو يزيد؛ وقد كان الأفضل أن يستثمر شبابه في زراعة أو صناعة أو أي عمل فيفيد ويستفيد.
لم تتعلموا إذن لشيء من هذا ولكن لقصد أشرف وغرض أنبل؛ تتعلمون لتعملوا، ولتعلموا الناس فيعملوا
إن كان ذلك كذلك فالواقع لا يقره، والمشاهد ينكره ولا يؤيده؛ فليس هناك منكم إلا فئة أقل من الضئيلة تحاول ذلك بطريقة عتيقة تكاد لا تتغير، وما أثمرت ولن تثمر أبداً.
انظروا إلى عددكم تخفكم كثرتكم، وفتشوا عما أفادت الأمة منكم، ثم أجيبوني: هل نحن في بلد إسلامي به مثل هذا الجيش من العلماء.