للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيها النورْ رطيب أنت ... لكني دَفين

حطم الدهر جناحي ... وبرتْ جسمي السنون

وقد ضبط الشاعر القافية (حزين) بالرفع كما ترى

قلت: إن الصواب واحد من إثنين:

١ - إما أن تضبط القوافي كلها بالسكون

٢ - وإما أن يقول (السنينُ) بدلاً من (السنونُ)

وقد يبدو هذا غريباً بادي الرأي، ولكنك حين تمعن الفكر يتبين لك صحة ما أقول. . . حقيقة أن الرفع مطّرد في قوافي الأبيات الثلاثة الأولى ولا غبار عليه، ولكنه شذّ في البيت الأخير لأن رفع (السنون) الملحقة بجمع المذكر السالم بالواو يدل على أن الشاعر أعربها إعراب جمع المذكر السالم وهو المشهور، وإذن فقد وجب عليه ضبط النون بالفتحة كما تقول (المسلمونَ)، وكما يقول الله تعالى: (كم لبثتم في الأرض عدد سنينَ) (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنينَ) (قال تزرعون سبع سنينَ)

أما إن أراد الشاعر ضبط النون بالضم فعليه فعليه أن يعرب الكلمة الظاهرة على النون مع لزوم الياء كقول الشاعر:

دعاني من نجدٍ فإن سنينه ... لعبْن بنا شيباً وشيّبننا مردا

وفي الحديث: (اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف) في إحدى الروايتين

وبعد. فإنه يحق للدكتور زكي مبارك أن يقول للأديب نجا:

(كما يدين الفتى يدان)

وإلى الأب أنستاس

في مقالك القيم الأخير (ألقاب الشرف والتعظيم عند العرب)

قلت: (وفي التاج، البدء: السيد الأول في السيادة، والثُّنيان الذي يليه في السؤدَد)

وأقول: ليس بين يديّ الآن (التاج) لأرى ضبط (السؤدد) أهو كما نقلت أم لا؛ ولكني أعرف عن أساتذتي في دار العلوم أن هذه الكلمة إذا هُمِزتْ ضمَّت الدال الأولى فتقول: (السؤددُ)، وإذا لم تهمَز فتحت هذه الدال فتقول: (السُؤَدد). أما (السؤدَد) بالهمز وفتح الدال فلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>