عبد العزيز جاويش، إلى الشيخ مصطفى عبد الرازق باشا أوجه القول:
في هذه الأيام - ولعل هذا من وحي خاطرك - أخذت وزارة الأوقاف تتأنق في بناية العمارات المرصدة للاستغلال، فلم يَعُد (بيت الوقف) كالذي كان في ذهن حافظ إبراهيم وهو يداعب صديقه حفني ناصف، وإنما صار (بيت الوقف) بِنيَّة تنافس بِنيّة (الجراند أوتيل) في باريس، وصار طلاب المنافع عن طريق العمارات الشواهق يخشون منافسة وزارة الأوقاف
فهل ترى من الخروج على عنجهية بعض المشايخ أن يكون في كل حاضرة مسجد أو مسجدان أو مساجد على أحدث طراز من التأنق في الزخارف الفنية؟
أنت فرصة من فرص السوانح، يا مصطفى باشا، فلن تكون وزارة الأوقاف إلى رجل مثلك في كل وقت، فبادر إلى تجميل بيوت الله، ليزيدك الله جمالاً إلى جمال، وكمالاً إلى كمال، وليكون أسلوبك في الإصلاح، شبيهاً بأسلوبك في الإفصاح
أجيبوا، يا أصدقاء الرسالة
لنا صديق من رجال الأدب يحاول أن يحتكم الى العقل في جميع المشكلات، فما مشكلة اليوم عند هذا الصديق؟
هو يوازن بين الاحتلال والاستقلال، ومن رأيه أن الاستقلال وسيلة لا غاية، فإذا تمت نعمة الرخاء مع الاحتلال فلا موجب لوجع الدماغ في طلب الاستقلال
وأنا أنتظر آراء أصدقاء الرسالة في هذا الرأي الطريف لأنه بالتأكيد من الآراء التي تساور مَنْ مناهم الألمان بنعمة العافية في ظلال الاحتلال!
الأجاج
أشرت في أحد الأحاديث إلى الأجاج، فما الأجاج؟
هو نوع من السمك الجيد، وكان يوجد بالبحيرات المصرية ثم انقرض، ولكن كيف انقرض؟
كان الصيادون لجشعهم، لا لجهلهم، يضيقون عيون الشباك ليجترفوه بالمئات، فكان من أثر هذا الجشع أن انقرض ذلك النوع من السمك النفيس