أنا أرى هذه الشمائل غاية في الكمال والجمال، وأرى التحلي بها واجباً على من يهمه الظفر بثقة المجتمع. ولو شئت لقلت إن الإكثار من الصلاة والصيام لا يغني عن التحلي بهذه الصفات، لأنها أصدق في الدلالة على صفاء القلب وطهارة الروح، ولأن التحلي بها لا يكون إلا بعد رياضات عنيفة تُقهر فيها نزعات النفوس والأهواء
كيف نحب الريف
تفضل الدكتور عبد الرحمن عمر فدعاني لتناول الغداء في داره بالريف، فعرفت كيف يطيب له أن يهجر مصر الجديدة أياماً وأسابيع، وعرفت كيف استطاع الأستاذ الجليل عبد العزيز فهمي باشا أن يجعل مقامه المختار في الريف
الدار الجميلة هي التي تجعل القرية أحب إلينا من المدينة، فجمّلوا بيوتكم في الريف لتشتاقوا إليه، ولتذيعوا بين أهليكم ذوق الأناقة في بناء البيوت، فأكبر عيوب مصر هو حرمان ريفها الجميل من التأنق في بناء البيوت
وبعض الناس يتوهمون أنه لا يجوز للرجل أن يقيم داراً جميلة في الريف إلا إذا كان له أملاك واسعة في الريف، وأقول إن الدار الجميلة هي في ذاتها ملك نفيس، فلا تنسوا هذا المعنى، ولا يفتكم أن تكونوا من أصحاب المنازل في الريف وإن لم تكن لكم فيع أملاك
برج بابل
كان في مقال (برج بابل) الذي نشرته (الرسالة) منذ أسابيع إشارات إلى ما قد يحلّ بالإسكندرية، فهتف الأستاذ عبد اللطيف النشار يقول:
كذَبتْ (بابل) فيما زعمتْ ... لن يصيبَ (الثغر) شٌّر أبداً
ثم عاد فأبدى أسفه لتحقق النبوءة البابلية
وأقول: ليت تلك النبوءة كانت من كواذب الأوهام والظنون، فما رأينا من تحققها غير الكرب والويل!