الدخيلة، وأدنى منها إلى العربية الفصحى. ويرجع السبب في ذلك إلى ميل سكان القرى إلى المحافظة وقلة احتكاكهم بالأجانب
وعلى الرغم من تعدد لهجات المحادثة في هذه الأمم على الصورة التي وصفناها، فإن لغة الآداب والكتابة فيها واحدة؛ وهي تمثل في جملتها اللغة القرشية التي نزل بها القرآن. ولكنها قد تطورت في تفاصيلها تطوراً كبيراً تحت تأثير عوامل كثيرة من أهمها ما يلي:
١ - اقتباس مفردات إفرنجية بعد تعريبها للتعبير عن مخترعات أو آلات حديثة، أو مصطلحات علمية، أو نظريات، أو مبادئ اجتماعية، أو أحزاب سياسية. . . وهلم جرا
٢ - ترجمة كثير من المفردات الإفرنجية الدالة على معان خاصة تتصل بمصطلحات العلوم والفلسفة والآداب. . . وما إلى ذلك؛ إلى مفردات عربية كانت تستعمل من قبل في معان عامة. فتجردت هذه المفردات من معانيها العامة القديمة وأصبحت مقصورة على هذه المدلولات الاصطلاحية
٣ - التأثر بأساليب اللغات الإفرنجية ومناهج تعبيرها وطرق استدلالها في المؤلفات العلمية والقصصية والأدبية وفي الصحف والمجلات. . .
٤ - اقتباس كثير من أخيلة هذه اللغات وتشبيهاتها وحكمها وأمثالها. . . وما إلى ذلك
٥ - إحياء الأدباء والعلماء لبعض المفردات القديمة المهجورة. فكثيراً ما لجأ الكتاب في البلاد العربية إلى هذه الوسيلة للتعبير عن معان لا يجدون في المفردات المستعملة ما يعبر عنها تعبيراً دقيقاً، أو لمجرد الرغبة في الإغراب أوفي الترفع عن المفردات التي لاكتها الألسنة كثيراً. وبكثرة الاستعمال بعثت هذه المفردات خلقاً جديداً، وزال ما كان فيها من غرابة، واندمجت في المتداول المألوف
اللهجة المالطية
تكلمت مالطة في العصور القديمة وفاتحة العصور الوسطى لغات كثيرة من أشهرها الفينيقية والبونية (القرطاجية). وهكذا شأن جميع البلاد الصغيرة المستضعفة التي ينتمي أهلها إلى عدة شعوب وتقع أرضها في طريق الغزاة والفاتحين، فتصبح دولة بينهم، ويحول ذلك كله دون أن يكون لها كيان وطني مستقر، أو قومية واضحة. فجميع البلاد التي من هذا القبيل لا تستقر على لغة واحدة، بل تتغير في الغالب لهجتها مع تغير الدولة المسيطرة