للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يجب أن يعرف من لا يعرف أن مجلة (الرسالة) مقررة لمكتبات المدارس الأميرية ومكتبات المعاهد الدينية، ومعنى ذلك أن الأستاذ الزيات ليس له مصلحة أدبية أو مادية في نشر شيء يخالف مبادئ الدين الحنيف، بغض النظر عن مكانته من الوجهة الدينية، فهو موضع الثقة من أكابر رجال الدين، وله أبحاث كريمة في لغة القرآن المجيد

إذا صح هذا - وهو صحيح صحيح - فكيف يستبيح جماعة من الوعاظ أن يسيئوا الظن بكل ما أكتب في مجلة الرسالة عن الدين الإسلامي؟ ومن أين يعرف هؤلاء الناس أن إيمانهم أقوى من إيماني، وتلك علاقة روحية لا يعلم سرها غير علام الغيوب؟

مجلة (الرسالة) تصدر في كل عام عدداً ممتازاً عن الهجرة النبوية، ويشاء الحظ (السيئ) أن أحرص - حين أكتب مقالة لأحد تلك الأعداد - على البعد من الأبحاث التي ابتذلتها الأقلام منذ أجيال وأجيال، لأن روح الإسلام نفسه تنهانا عن الأنس بالحديث المعاد، ثم تكون النتيجة أن تشغل المجلات الدينية بشتمي وتجريحي سنة كاملة بلا ترفق ولا استبقاء

ساقني إلى هذه الزفرة الأليمة ما كتبه أحد الوعاظ في مجلة دينية لا أسميها ولا أسميه، لئلا يغضب عليها وعليه أهل الفكر والرأي والوجدان

وما ذنبي عند هذا الواعظ حتى يشتمني بألفاظ لا يصح صدورها عن رجل يتصدر للدعوة إلى الدين؟.

أيراني كفرت حين أشرت بزخرفة المساجد لنرتاح إليها بعد قضاء النهار في طلب المعاش؟

أيراني كفرت حين قلت بأن الخوف من الوثنية لم يبق له مكان في هذا الزمان، حتى نراعي بعض ما راعاه الأسلاف القدماء؟

وبأي حق يصد رجل مسلم عن إعلان ما يراه في شئون الإسلام؟

ومتى جاز أن يكون في الإسلام صور جديدة لحيوات الأحبار والرهبان؟ سوف ترون مصايركم، يا جماعة الجانين على العقل باسم الدين

إلى فضيلة الشيخ المراغي

إليك - أيها الأستاذ الأكبر - أوجه الحديث فأقول:

<<  <  ج:
ص:  >  >>