للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ما رأيك في الوعظ والواعظين؟

ما رأيك في جماعة لا يحدثون الناس إلا بغطرسة واستعلاء كأنهم ملكوا مفاتيح الجنة، وكأن رحمة الله لا تساق إلى مؤمن إلا بوحي من هواهم المطاع؟

ما رأيك في بعض هؤلاء وهم يعجزون عن كسب القوت إن رفعت عنهم رعاية الأزهر الشريف؟

إن الدين المسيحي يروض أبناءه على الإيمان بأن في القسيسين نفحة ربانية، ومع ذلك يتأدب القسيسون فيخاطبون أتباعهم خطاب الصديق للصديق، فما عجرفة الواعظ المسلم، والإسلام يدعو جميع أبنائه إلى مناجاة الله بلا وسيط؟

ومن هؤلاء الذين يوهمون الأمة بأن فيها طبقة من الملحدين مع أن محصول الفكر في مصر من الوجه الدينية لهذا العهد، لا يقاس إلى ما وصلت إليه أصغر الممالك في عهد ازدهار الحضارة الإسلامية؟

ومن المسلم الملحد في هذه الأيام حتى يجوز الإغضاء عن إفك بعض المعتدين؟

أنت المسئول - أيها الأستاذ الأكبر - عن تأديب هؤلاء فجرب فيهم سيفك أو عصاك، لينزجروا عن التحرش بالمفكرين من أهل الإيمان

كان يجوز في عهد غير عهدك أن تكون البهلوانية من شمائل بعض المنتسبين إلى الدين، فما عذرهم في التسلح بالبهلوانية وأنت هناك، وفيك من القوة الذاتية والدينية ما يقلم أظافر المرائين والمداجين؟

لا تبق على هؤلاء - أيها الأستاذ الأكبر - فهم حجة الأعداء على أن شمس الإسلام في كسوف. وسيبقى الإسلام على ضيائه برغم أولئك وهؤلاء

إن المخابيل من أعداء الحرية الفكرية هم الذين آذوا سلفك الشيخ محمد عبده، فلا تسمح لقرونهم بالنجوم، ولا تدعهم يحكمون على المؤمنين بالزور والبهتان

الإسلام ديننا نحن، لا دين هؤلاء، فنحن دعاته الأمناء في الشرق والغرب، وعنا يأخذ من يريدون الوصول إلى فهم أغراضه الصحاح، فمن طاب له أن يزعم أن الإسلام في مصر أصبح نزعة طائفية ينتسب إليها فريق ويصد عنها فريق، فهو مارق من القومية المصرية، وخليق بأن ينظر إليه الأستاذ الأكبر نظرة تأديب، لأن أمثال هؤلاء يستمدون قوتهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>