بقيت خطوة واحدة، هي أن يعرف هذا الشاب أن حي الظاهر في رعاية سيدي عبد الوهاب الشعراني، فمتى يصلي معي الجمعة في مسجد الشعراني؟
أسلم تسلم، يا جاك؟!
الشيخ حسين علي
ما فجع رجل بأبيه إلا تجدد جزعي لفجيعتي بأبي، فما استطعت دخول البيت الذي مات فيه إلى اليوم، ولا تمثلت وجهه الأصبح إلا غلبني البكاء
من أجل هذا رأيت الحزن يعصر قلبي حين قرأت في الجرائد أن الدكتور طه حسين فقد أباه، ورثه الله عمر أبيه، ومنّ عليه بالصبر الجميل!
أبو الدكتور طه هو الشيخ حسين علي، وكان رجلاً في غاية من اللوذعية والأريحية، وإن لم يظفر من الألقاب بما يحفظ له مكانة بين رجال التاريخ
وقد أكد عندي فكرة الوراثة العقلية والروحية؛ فقد كان عقله على جانب من الرجاحة، وكان روحه على جانب من الصفاء.
قضى الشيخ حسين حياته في عملٍ بسيط بإحدى قرى الصعيد، ولكن بعده عن الحياة الفكرية في العاصمة لم يحل بينه وبين الاتصال بما كان يجد من تطورات الآداب والفنون، فكان يحدثك عن المدنية الحديثة بأسلوب يقنعك بأنه من أبناء الجيل الجديد، على بُعد بلده من التأثر بأفكار الجيل الجديد.
كان الشافعي يقول:(الحر من راعى وداد لحظة)، وقد واددت هذا الرجل لحظتين، فمن واجبي إن اذرف عليه دمعتين
والى الدكتور طه وأخوته أقدم أصدق العزاء.
إلى بعض النواب والصحفيين
يطيب لجماعة من النواب والصحفيين أن يتحدثوا عن مصر بعبارات لا تخلوا من ازدراء واستخفاف، وقد تصل إلى الطعن والتجريح في بعض الأحيان، وأنا انظر إلى هؤلاء نظر الإشفاق، لأن أقوالهم تشهد بأن فهمهم للمجتمع المصري فهم ضعيف، ولأنهم نشئوا في أوقات لم تخرج فيها طرائق الوعظ عن البكاء والأستبكاء.