بنسات، وقصرت زراعته على مساحة ضئيلة، ولكن الناس لم يكفوا عن التدخين، فلم تجد الحكومة الإنجليزية مناصاً من إصدار منشور يحرم زراعته تحريماً باتاً في إنجلترا وايرلندا؛ وبعد بضعة أعوام رفع الحظر على الأخيرة، ولكن سرعان ما أعيد ثانية، وكان ذلك عام ١٨٣١، إلى أن رفع الحظر عن إنجلترا وايرلندا عام ١٩١٠.
وهو يزرع الآن في الولايات المتحدة، وكوبا، والمكسيك، والبرازيل، وبارجواي، وجزر الهند الهولاندية، وبورنيو الشمالية، واستراليا، والهند، والصين، وبورما، والفيليبين، وإيران، والترنسفال، وروديسيا، واليونان، وتركيا، وهنغاريا، وألمانيا، وروسيا، وفرنسا، وهولاندة.
وتبذر بذوره في فبراير ومارس وأبريل في مشتل، على أن تكون التربة قد طهرت من آثار الحشرات بان تحرق عليها بعض المواد، فإذا ظهرت البادرة أحيطت بغلالات رقيقة، ويحافظ عليها من الريح، حتى إذا ما اكتمل طول النبات ست بوصات نقل إلى الحقل، وذلك في الفترة ما بين أبريل ويونية، ويكون بعد كل نبات عما يجاوره قدم ونصف إلى ثلاثة أقدام في صفوف بين كل صف وتاليه ثلاثة أو أربعة أقدام، ويتم نضج النبات حين يعلو الورقة اصفرار في اللون بعد أن كانت خضراء زاهية، كما تصبح هشة سهلة التكسر إذا أحنيت، ثم تجفف الأوراق صناعياً، وعملية التجفيف هذه تحتاج إلى دقة ملاحظة في درجات الحرارة المختلفة التي تتعرض لها الأوراق فيحوطها أولا جو تضبط حرارته فيما بين ٨٠ و٩٠ درجة بالمقياس الفهرنهيتي، أي بما يعادل ٢٦. ٦ - ٣٣. ٣ تقريباً بالمقياس المئوي، وذلك لمدة تتراوح ما بين ١٨ - ٣٦ ساعة، ثم تزداد درجة الحرارة بفرق ٥ - ١٠ درجات فهرنهيتية كل ساعتين إلى أن تصل إلى درجة ١٢٠ف ثم تثبت. أما السيقان فترفع حرارتها بعد ذلك إلى ١٦٠ - ١٧٥ف بفرق قدره ٥ - ١٠ درجات كل ساعة، وتستغرق مثل هذه العملية ثلاثة أيام. وأما في الأقطار الشرقية كالهند وسيلان حيث الجو دافئ فيكتفي في التجفيف بحرارة الشمس الطبيعية، وفي التجفيف الصناعي لا بد من رفع درجات الحرارة بانتظام وهدوء حتى يحتفظ النبات باللون والنكهة المطلوبة؛ ثم تكبس الأوراق في صناديق أو تكوم في حفر دافئة رطبة، ويضغط عليها يومياً لمدة عشرة أيام، ويوالى الضغط بعد ذلك في فترات أطول لمدة ثلاثة شهور. فتحدث في هذه الفترة عملية