يسمعوا أن الأستاذ عباس الجمل يعاني علة دامية - سينجو منها بإذن الله - وأنه كان يجب عليهم أن يواسوه في جميع الجرائد والمجلات بما يدفع عنه العلة والعناء؛ فقد يكون في الكلمة الطيبة ما يزوَّد الجسم بقوة المناعة ويقلّم أظفار الداء. ولكن أين من يفهم هذه المعاني؟!.
فجعُ الشيخ بغَرَق ابنه (طاهر) وهو يقارع أمواج البحرين في دمياط فما تحركت يراعة أديب لمواساته في ذلك الرزء الجليل!.
وبُتِرتْ ساق الشيخ عباس منذ أسابيع، فما بكى شاعر، لا تأثر كاتب لمصيبة الأديب الذي كانت مشيته في شوارع القاهرة أرشق من مشية الأسد المختال!.
عباس الجمل في أحزان وكروب منذ خمس سنين، فأين الكاتب الذي واساه؟ وأين الشاعر الذي جعل بلاءه بالزمان موضوعاً لنشيدٍ جميل يصوِّر بلاء الرجال بالزمان!!.
شفاك الله يا صديقي، وشفي من أجلك كل عليل!!.
فكاهة سياسية
كان الحزب السعدي دعا إلى إعلان الحرب على الطليان والألمان، وهي الدعوة التي استوجبت إلقاء أطول خطبة سياسية في العهد الجديد، وهي خطبة الدكتور أحمد ماهر باشا في مجلس النواب، فقد استغرقت ست ساعات، على نحو ما كانت تستغرق خطب سُبحان وهو يَهْدر بين السِّماطَين!.
ولكن أنصار الحزب السعدي ليسوا جميعاً أعضاء في مجلس النواب، فكان الخطيب يشرح لسائر الأنصار وجاهة القول بإعلان الحرب، فكان الخطيب المختار هو الشيخ عباس الجمل. . . وما كاد الشيخ يعتلي الخطابة، حتى عوَت صَفارة الإنذار فأجَّل خطبته إلى أسبوع مُقبل، ودار الأسبوع وجاء الشيخ يُلقي خطبته، فعوَت صَفارة الإنذار من جديد!.
وهنا قالت جريدة المصري: سترى كيف تُلاحقك الغارات يا شيخ عباس!.
فأجابت جريدة الدستور: إن صحّ هذا النذير، ففي مصر طابور خامس!.
كاريكاتور ظريف
نبغت الصحف المصرية في إبداع الصور الكاريكاتورية برغم ما يقع فيها أحياناً من