- نعم، ولكن هذا من سنوات عديدة، وكنت أظن أن كل إنسان نسي ذلك، وأظنك يا صاحبة السمو لا تخافين من الأشباح. . .
فابتسمت الأميرة وقالت: لقد رأيت الآن واحداً من هذه الأشباح. . .
وكان السامعون يتحدثون فيما ينهم ويتساءلون عما تتحدث عنه الأميرة. وقد بدت علائم الاعتمام. وقالت الأميرة: نريد أن تحدثينا يامسز بوينتون عن تلك الجريمة. لقد قتل السير نوليس وهو يمشي على الشرفة. وكانت الإصابة من مجهول، فهل عرف شيء عن سرها؟.
فقالت مسز بوينتون: أما في المحاكم فلا، وأما بصفة قاطعة بين الناس فلا. ولكن القرائن ضده أنه بالرغم من أن التهمة لم توجه إليه فإنه غادر البلاد هارباً ولم يعرف له مكان.
قالت الأميرة: لم يكن بينهما خصومة معروفة، ولكن شاع بعد الحادث وبعد سفر جيرفاس أن بينهما سوء تفاهم، إلا أنه لحسن حظ جيرفاس لم تقل كلمة في هذا الصدد في التحقيق.
قالت الأميرة: ولكن هل عرف شيء من أسباب سوء التفاهم؟ فهزت مسز بوينتون كتفها وقالت: يقال إنه كانت هناك مريبة لأولاد اللادي موري أخت الشقيقين، وكان كلاهما عاشقاً لها، وأن جيرفاس قتل أخاه مدفوعاً بدافع الغيرة. ويرجح أن الرصاصة خرجت من غرفة السير جيرفاس. وقد بقي السير جيرفاس في انكلترا بعد وقوع الجريمة ببضعة شهور، ثم سافر وأملي ألا يعود، لأنه إن عاد فسنظطر إلى إخلاء هذا المنزل له وهو خير مكان يوافقنا.
فابتسمت الأميرة وابتسم المستر ليندهام، وقالت الأولى: ولكن ما رأيك في أنالسير جيرفاس قد عاد وأنه جالس بجانبي الآن؟.
فقالت مسز بوينتون وقد بدت عليها علائم الدهشة والانزعاج: المستر ليندهام؟.
فأححنى الرجل رأسه وقال: إنني أعتذر على انتحالي اسماً مستعاراً، ولكن كان لدي أسباب هامة تضطرني إلى زيارة الأماكن المجاورة، وأنتم تدركون عذري إذا لم أستطع الظهور باسمي الحقيقي. وإن غياب ثمانية أعوام وإرسال اللحية لجديران بتغيير الهوية.