للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فكيف تبددوا وأدال منهمْ ... مديل البأس من وكر العُقاب

تُساق إليهم الأقوات، هلاّ ... تساق إليهم عُددُ الحراب

أغيثوهمْ بِسَيْفٍ لا بزاد ... فهم خلف القساوة الصلاب

أمِدوهم، إذا شئتم، بجيش ... وَقاح الوجه منزوعِ النقاب

فما حَفظ الديارَ سوى حسامِ ... به ظَمأٌ إلى يوم الضِّراب

أجب (عبد القوي) وأنت شهم ... صريحٌ لا يُداورُ في الجواب

أأنت ترى (المخابئ) واقيات ... وهُنْ أذل من غار الضّباب؟

وما شرفُ الفتى وقد استنامتْ ... جوانحهُ إلى مثوى الهوابي

لنا ماضٍ نَسيناهُ فِضعْنا ... ضَياعَ التبر في جوف التراب

لقد كنّا، وكنا، ثم كنا ... أَداة الفتك من ظُفر وناب

ركزنا الرعبَ في مهج الضواري ... فكيف تروزنا مهجُ الذئاب؟

لوادينا القوىّ عَنتْ وُجوهٌ ... عززن بالانتساب والاكتساب

ألمْ ندفِنْ بِوادينا قُرُوماً ... أرادوا الشرب من أمواه (حابي)

فكيف نكولنًا عن ردع قوم ... لئام البغي منكودي الإصاب

هُمُ ظنوا الكناية زاد يوم ... كظن النمل في نسف الهضاب

فإن فازوا فسوف نكون منهم ... مكان البحر من لهب الضوابي

وسوف نظل نحن - كما فُطرنا - ... أباةَ الضّيمِ أحرار الرقاب

عركنا الدهر جيلاً بعد جيل ... وكابَدْنا الألوف من الصعاب

فما هُنْا على الأقدار يوماً ... ولا أمستْ بوارقنا نوابي

ألم نشرقْ على الشرق المعنّى ... فندافع عنه آصار الضباب؟

بنا وثقتْ شُعوب لم تواجهْ ... بروق الغرب إلا في ارتياب

بنا استهدت بصائرُ لم نرُضها ... خداعاً بالمواعيد الكِذاب

كدَأُبِكمُ وقد مرنَتْ نُهاكمْ ... على ستر الخيانةِ بالخلابِ

أكان العلمُ في عالي سناه ... ذريعةَ الاستراق والاستلاب

أروني. مِنَّه أسلفتُموها ... بلا نهبٍ يرادُ ولا اغتصاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>