للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويقال إن فكرة توحيد المعاهد التي تصوغ مدرسي اللغة العربية هي السبب في إلغاء ذلك القسم، فما تستطيع الدولة أن تحتمل الإنفاق على ثلاثة معاهد توصل إلى غرض واحد!

هو ذلك، يا مَن أقمتم البرهان على تبحركم في علم الاقتصاد! ولكن هل يوجد في الدنيا كلية آداب ليس بها قسم خاص بآداب اللغة القومية؟

لكم أن تنشئوا معهداً يتخرج فيه مدرسو اللغة العربية على المنهاج الذي تنشدون. . . أما اعتداؤكم على قسم اللغة العربية بكلية الآداب فهو جناية لا يُقدم على اقترافها رجل حصيف

وقد سمعت - وما أشنع هذا الذي سمعت - أن أساتذة كلية الآداب رحبوا بذلك الاقتراح اللطيف! (يشهد بذلك خطاب تلقيته من أحد المتخرجين في كلية الآداب، وإن كان بغير إمضاء، كأن صاحبه يخاف عواقب الجهر بالرأي الصحيح) أما بعد فهذه تجربة جديدة لأساتذة كلية الآداب، فإن أُلغي ذلك القسم وهم شهود فسيعرف القلم كيف يجزيهم أحسن الجزاء

كان يقال: إن من عيوب عهد الاحتلال أنه لم ير التعليم إلا وسيلة للتوظف، فكانت مكيدة لقتل المواهب المصرية

فأين أذناك، لأُسمعك صوت الحق، يا عهد الاستقلال؟!

وأين اليمين؟ أين اليمين؟ أي والله، فقد أقسمنا على الوفاء لكلية الآداب، وهي اليوم بلا ناصر ولا معين، فأين أبناؤها الأوفياء؟ كان الظن أن لا يلغى كرسي واحد من كراسي تلك الكلية، ولو كان خاصاً بدرس لغة الزنوج، فكيف يلغى قسم اللغة العربية؟ تلك أمور يحار فيها اللبيب

أدفع الثمن يا جاحد!

هذا مدرس (من شرق الأردن) كتب إليّ خطاباً بلغت كلماته ١٥٠٠ بالتقريب، وإنما قدرت الكلمات لسبب سيعرفه بعد لحظات

وذنبي عند هذا المدرس أنني لم أف بما وعدت من بسط القول عن الحياة الأدبية في العراق، فقد سكتُّ بعد بضع مقالات. . . فهل غاب عنه أن الدنيا وقعت فيها أكدار صرفت القلم عما أعتزم المضي فيه، وأن من تلك الأكدار انقطاع البريد بين مصر والعراق؟؟ وما قيمة الكتابة عن الأدب العراقي وكان أهله في شغل بما عرف الناس، إلا ذلك المدرس

<<  <  ج:
ص:  >  >>