أعلمتم بعد موسى من يدٍ ... قذفت في وجه فرعون عصاها
وَطئتْ ناديَهُ صارخةً ... شاه وجهُ الرِّق يا قوم وشاها
وقوله في أخلاق سعد:
أين من عينيّ نفسٌ حرةٌ ... كنت بالأمس بعينيّ أراها
روعة النادي إذا جدَّت فإن ... مَزحتْ لم يذهب المزح بهاها
يظفر العذر بأقصى سخطها ... وينال الود غايات رضاها
ولها صبرٌ على حسَّادها ... يشبه الصفح وحلمٌ عن عِداها
لست أنسى صفحة ضاحكة ... تأخذ النفس وتجري في هواها
وحديثاً كروايات الهوى ... جدَّ للصبِّ حنينٌ فرواها
وقناة صَعْدَة لو وُهبتْ ... للسماك الأعزل اختال وتاها
تلك عيون هذه الشوقيات، وما زاد فهو معان يكررها شوقي في أكثر مراثيه، وإن كانت تجل عن الابتذال
قصيدة حافظ
ابتدأ حافظ قصيدته بما أَلِف الشعراء من الحديث عن تأثر الوجود لفقد العظماء، فسأل الليل: هل شهد المصاب ورأى كيف ينصبَّ في النفوس؟ ثم دعاه إلى تبليغ المشرقين غياب الرئيس، مع نعيه للنِّيرات لتلبس عليه ثوب الحداد؛ ثم توجع لغياب سعد عن الحفل فقال:
أين سعدٌ فذاك أول حفل ... غاب عن صدره وعاف الخطايا
لم يعوِّد جنودَهُ يوم خطب ... أن ينادَى فلا يردّ الجوابا
علّ أمراً قد عاقهُ، علّ سقما ... قد عراه، لقد أطال الغيابا
أيْ جنود الرئيس نادوا جهاراً ... فإذا لم يُجب فشقُّوا الثيابا
ثم وازن بين بلية فلسطين بالزلزال وبلية مصر بموت سعد. فقال:
قل لمن بات في فلسطين يبكي ... إن زلزالنا أجلَّ مصابا
قد دُهيتم في دوركم ودُهينا ... في نفوس أبين إلا احتسابا
ففقدتم على الحوادث جَفناً ... وفقدنا المهنَّد القرضابا