للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سعدٌ، وحَسبُك من ثلاثة أحرف ... وما في البرية من نُهًى وكمال

ومِن السيوف إرادةٌ مصقولة ... طُبِعتْ ليوم كريهة ونِزال

ومضى يغبّر لا العسير بخاذل ... أملاً ولا نيل السها بمحال

فكأنه سيف المهيمن خالدٌ ... وكأن دعوته أذان بِلال

ما راعه نفيٌ ولا لعبتْ به ... في حُب مصر زعازع الأوجال

كالشعلة الحمراء لو نكَّستها ... لأضفتَ إشعالاً إلى إشعال

والسيل إن أحكمت سد طريقه ... دك الحصون فعدن كالأطلال

ومن أجود هذه القصيدة قول الجارم في صراحة سعد:

خصم شريف نال من خصمائه ... ما نال من إجلال كل موال

عرفوه وضّاح السريرة طاهراً ... شرُّ البلاء خصومةُ الأنذال

إن الشجاعة أن تناضل مُصحراً ... لا أن تدب كفاتك الأصلال

قصيدة مطران

لم تلق في حفلة التأبين، وإنما نشرت في (الأهرام) بعد الحفلة بأيام، وأذكر أني قرأت على الدكتور طه حسين جملة منها في صبيحة اليوم الذي نشرت فيه، وكنا على موعد بداره في مصر الجديدة لنمضي معاً إلى الجامعة المصرية، فاتفق أن رأينا الأستاذ خليل مطران في الطريق، فكان من الطبيعي أن يحدثه الدكتور طه عن قصيدته، فقال الأستاذ مطران ما نصه بالحرف:

(لم أرد أن أقيم ملطمة عامة على سعد، كما صنع جماعة من الشعراء، وإنما أردت أن أحدد مكانه في التاريخ)

وكانت القصيدة كذلك، فقد تحدث مطران عن سعد كما يتحدث المؤرخ، وإن وشى حديثه بزخارف البيان

وقد رجعت إلى مكتبتي أستهديها تلك القصيدة فبخلت، فرجوت الدكتور رشيد كرم أن يتلطف فيحضر نسخة القصيدة من الأستاذ خليل مطران، فأحضرها بعد أيام طوال، ولكن أي قصيدة؟ هي قصيدة سنة ١٩٣٦ لا قصيدة ١٩٢٧، وهي القصيدة التي نظمها مطران عند انتقال رفات سعد إلى الضريح.

<<  <  ج:
ص:  >  >>