للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(نشر لأول مرة في عام ١٧١٤ م)، قد صرح في كتابه بلا خوف ولا وجل بأن (الأنانية) هي الدافع الوحيد للإنسان على أعماله الروحية والمادية، وأن جميع القيود الأخلاقية أو الإنسانية أو الدينية لا قيمة لها أبداً؛ لأنها من وضع الحكام الذين توخوا تأمين السيادة. غير أن كتاب ماكس إشترنر كان قد جاوز كتاب مندويل الإسكتلندي في التهكم والتهجم على أخلاق المجتمع وجميع الأنظمة البشرية القائمة بأضعاف!

كان كتاب (الفرد وما يملك) عنوان ثورة جديدة أراد أن يؤجج نارها ذلك الفيلسوف: ثورة الفرد على المجتمع، ثورة الفرد على الحكومة. فشارك الديمقراطيين بالفكرة، وكان في طليعة جماعة الاشتراكي اليهودي لاسال؛ إلا أنه اختلف عنهم بالأسلوب. نرى ماكس ديمقراطياً من رأسه إلى أخمص قدميه، ولكنه ديمقراطي فردي يريد أن يشيد بناء ديمقراطياً على أساس السلطة الفردية. يريد أن يرى البشرية مجموعة أفراد، كل فرد من هذه المجموعة يتمتع بحريته ولذاته، هو نهم لا يشارك الآخرين ولا يرضى بأن يشاركه أحد. غايته التمتع بالحياة إلى آخر حد، وأن ينفرد بكل شيء؛ لا يفكر إلا لنفسه، ولا يبالي بما يفعل الآخرون. شعاره لا تهمني إلا نفسي

كل سلطة تتحدى سلطة الفرد يجب أن تقاوم وتهدم. وحيث أن الحكومات تحاول دائما التعدي على حريات الأفراد ومجال عمل الأفراد، فهي سلطات استعبادية ودوائر تفرض الرق على البشرية فرضاً بواسطة صكوك وأوراق تحبرها تطلق عليها الصيغ الشرعية. لذلك تبرم الفيلسوف من الحكومات وعد نفسه من ألد أعدائها، ولكنه كان من ألد أعداء النظام الشيوعي كذلك؛ إذ بينما الشيوعية تحطم ملكية الفرد وتندد بالملكية الخاصة، نرى (إشترنر) يندد بالملكية العامة ويدعو إلى الملكية الخاصة

يرى أنه ما دامت الأنانية هي الصفة الغالبة في الطبيعة، وما دامت حركات الإنسان وسكناته كلها حركات منبعها الأنانية، فمن الحماقة التغاضي عن هذه السنة الطبيعية، والالتجاء إلى الأحلام الذهبية الشعرية؛ وقد دلت الأحوال على أن كل محاولة من هذا النوع كانت فاشلة، وأنها ترتد دائماً إلى الأنانية الفردية.

ثم من ذا الذي يضمن للإنسان عدالة أولئك الذين سيقومون بالأشراف على المجتمع العادل؟ لذا، فأنا وحدي صاحب الحق في الملكية، ولي الحق كل الحق في الامتلاك، وعلي أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>