أتفاهم مع الآخرين في هذا الحق، فإذا خالفوني على حقي هذا التزمته ودافعت عنه بكل قواي لأجبر الآخرين على الاعتراف بهذا الحق، ولكن الملكية مع ذلك غير مقدسة، إذ لا قدسية في العالم إلا للحق والسيطرة فقط
وبدلاً من هذه الحكومات والتشكيلات الشيوعية، يجب تشكيل جماعات من الأنانيين الأحرار الذين لا يرتبطون فيما بينهم بروابط أو حقوق طبيعية أو روحية كالتي يطلقها عليها اتباع النظريات الأخرى. يكون الأفراد جماعة لا تحاول امتلاك الأفراد، بل يحاول الأفراد امتلاك الجماعة، والرابطة الوحيدة التي تربط الفرد بهذه الجماعة هي رابطة (المنفعة)، وعلى كل فرد أن يبذل كل ما في وسعه لاستغلال الجماعة إلى آخر ما يمكن. فإن حاولت الجماعة استغلال الفرد ثار عليها. وهذا في زعمه هو الفرق بين العبودية والحرية. ففي المجتمعات الديمقراطية أو الشيوعية تحاول الجماعة السيطرة على الفرد، ولكنها في مجتمع ماكس إشترنر يسيطر الفرد في زعمه على الجماعة
لا قيود في هذا المجتمع ولا فروض. لكل شخص عقيدته وديانته، لا تهمه إلا نفسه، ولا يشتغل إلا لنفسه فقط. فإذا تحققت هذه الأمنية على زعم فيلسوفنا تحققت الحرية وتحققت معها السعادة البشرية وتحقق كل شيء. أما الفكرة العالمية أو البشرية أو الدولية فيسائل الفيلسوف نفسه عنها: ما الذي أربحه من الاعتقاد بهذه الآراء؟ وما الذي أستفيده منها؟ ثم يجيب: لا بأس من أن أساير الناس وأن أوافقهم موافقة رجل حذر، ولكن موافقة رجل حكيم أعد لكل شيء عدته، يحاول جهد الإمكان الانتفاع من هؤلاء السذج. فإن انعكست الآية نفر من تلك الجماعة ونبذ ذلك المجتمع الفاسد. والحرية هي تجريد النفس من كل القيود والحدود التي تعوق إرادة الفرد وتحاول منعه من استغلال أنانيته ولو أنها كلمة جوفاء في حد ذاتها. وبعملنا هذا نكون قد أدركنا حقيقة الحرية. والجندي الشجاع مثلاً هو الذي يستطيع أن ينجو بنفسه من الحرب؛ فلا يضحي بنفسه في سبيل أطماع نفر من جزاري البشرية إن ربحوا تقلدوا الأوسمة ودخلوا القصور الفخمة، وإن خسروا انسحبوا إلى مملكة أخرى أو إلى القصور الهادئة وعاشوا عيشة السادة المترفين. في حين أن الجندي المسكين بطل المعركة إن مات مات فقيراً تاركا وراءه عائلة تبكي، وإن عاش عاش فقيراً كذلك لا يهتم بشجاعته أحد