ويجهز كل باب بقفل خشبي يسمى (ضبة) كما ترى في (شكل ١٣)؛ ورقم ١ من هذا الشكل هو منظر أمامي للضبة والمزلاج مسحوب للوراء. أما الأرقام ٢، ٣، ٤ فهي مناظر خلفية لأجزاء القفل كل على حدته وللمفتاح. وفي رأس الضبة مسامير صغيرة (أربعة أو خمسة أو أكثر) تسقط في ثقوب مقابلة لها في المزلاج المتحرك كلما دفع إلى المهج. وفي المفتاح أيضاً مسامير مطابقة لتلك الثقوب تدخل فيها فترفع المسامير الأولى وحينئذ يمكن سحب المزلاج للوراء فيفتح القفل. ويبلغ طول قفل باب الشارع أربع عشرة بوصة تقريباً. وأبواب الغرف والدواليب الخ. من سبع إلى تسع بوصات تقريباً. أما أبواب الحارات والمباني العامة فأقفالها من النوع نفسه، ولكن طولها غالباً قدمان أو أكثر. وليس من الصعب فتح هذا القفل
ويلاحظ أن رسم أكثر المنازل يعوزه النظام. فالغرف مختلفة الارتفاع بحيث يجب على الإنسان أن يخطو عدة درجات عندما ينتقل من غرفة لأخرى ملحقة بها. وغاية المعماري الأولى هي جعل المنزل خاصاً بقدر الإمكان، وخصوصاً قسم الحريم؛ فيشيد المنزل بحيث لا تطل النوافذ على غرف منازل أخرى. ويراعي المعماري غرضاً آخر في بناء منازل الموسرين والعظماء وهو أن يجعل للمنزل باب سر يستطيع الساكن أن يهرب منه في حالة الخطر، أو يمكن العاشقين المرور منه. ومن الشائع أيضاً بناء مكان لإخفاء الكنوز يسمى (مخبأ) يكون في جانب من المنزل. وفي حريم المنازل الكبيرة حمام يسخن على طريقة الحمامات العمومية
وقد أشرت إلى طراز معماري آخر على الطريقة التركية جرى عليه الأغنياء أخيراً في بناء منازلهم وتلك المنازل لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق وصفها ما عدا النوافذ. فهي في الغالب يوضع بعضها بجانب بعض تقريباً. وعندما تشغل الحوانيت الجزء الأسفل من البناء في شارع ما (كما هو الحال في شوارع العاصمة الكبيرة، وفي بعض الشوارع الصغيرة) يقسم البناء العلوي عادة إلى مساكن منفصلة يطلق عليها اسم (ربع) وتلك المساكن ينفصل بعضها عن بعض، وكذلك عن الدكاكين تحتها، تؤجر للعائلات التي لا تقوى على دفع إيجار منزل بأكمله. وكل مسكن في الربع يحتوي على غرفة أو غرفتين للجلوس والنوم، وعلى مطبخ ودورة مياه. ويندر أن يكون للمسكن مدخل من الشارع على