تنعدم الفوارق أو تكاد بين المختلفين في الدين، ويشعر المسيحي في مصر بجاذبية نحو الإسلام، وهي الحجر الأول في بناء الإخاء
وهنا شبهة يجب عرضها بلا مواربة لنعرف كيف نهدمها من الأساس، وهي الشبهة التي تصيح وتصرخ في كل يوم بأن اختلاف له دخل في المشكلات المعاشية المتصلة بالوظائف الرسمية
وأساس الشبهة أن المتعلمين من الأقباط كانوا قبل عشرين سنة يجدون الوظائف بلا صعوبة، وهم اليوم لا يجدون وظائف إلا بمشقة وعناء
هذا حق، ولكن تعليله سهل، فالمتعلمون قبل عشرين سنة من المسلمين والأقباط كان عددهم أقل من عدد الوظائف، فكان الشاب المتعلم يجد وظيفة تريحه من هموم البطالة، ولو كان من حملة الشهادة الابتدائية
أما اليوم فعدد الوظائف أقل من عدد المتعلمين، وهي أزمة تواجه المسلمين بأكثر مما تواجه الأقباط؛ بسبب النسبة العددية؛ والشبان الأقباط يعرفون هذا الأزمة بلا جدال، والشكوى لا تصدر عنهم، وإنما تصدر عن آبائهم الذين نشأوا في عهود الرخاء، فهم يظنون أن التعصب الديني هو الذي ضيق ميدان الوظائف، ولا يدرون أن قانون العرض والطلب هو الذي خلق ذلك الضيق
وإنما نصت على هذه الشبهة لأنها موجودة بالفعل، ولأن أذاها يواجهنا في كل يوم، ولأن التحرر منها يبدد غيوماً تعكر سماء هذه البلاد، بدون أن يكون للمسلمين يد في حوك ظلالها السود
الشاب القبطي قد يتجاهل الواقع فيعلل نفسه بأنه مضطهد لقبطتيه، فكيف أعلل الظلم الذي أعانيه منذ أعوام طوال واسمي محمد ورئيسي اسمه محمد؟
وأنا بعد هذا أرجو أن يفتح الله علينا جميعاً فلا نعاني أزمات هذا الزمان، ولا يفسد ما بيننا بسبب المعاش، وهو غاية ثانوية في حيوات أصحاب المبادئ والآراء
أتراني أجبتك بصراحة وصدق، يا وكيل البريد في أخطاب؟
مناجاة روحية
كدت أعرف بعض الخصائص التي يمتز به فلبي وروحي لطول ما أجهدت نفسي في