تشبع شهوة الجسم، أو التي تنتج الجسم، المادة التي لا روح فيها. هذه المادة النجسة التي ترى في كثير من النساء، قد لا تعجب ذا النفس الشاعرة، وقد لا تروق في عينيه كثيرا.
وأعوذ بالله أن أكون كمن حاول عزف مقطوعة لبتهوفن فما استطاع لأنه لم يتأثر بالمؤثرات التي دفعت بتهوفن إلى تأليف قطعته. لو أن يكون الدكتور كذلك المصور الذي أتيت إليه ليرسمني فشوهني، فلما عاتبته في ذلك. قال هذا تصوير فني وأنا عوذ بالله من أن يكون كلامي لغواً من ناشئ ارعن، يقلق على الدكتور صفاء نفسه. وما عرفته وغيره من إخواننا المصريين، لا أباة على النقد، يثيرون من اجله المعارك. ويتسارعون بسببه إلى الخصام والنزاع.
وأنا بعد هذا الذي قمت أسال نفسي. إذا كنت على اتفاق والدكتور من حيث النظرة إلى الشعر كفن من الفنون العالية، أفلا يجدر بي أن اتفق معه على اللغة التي يدون بها هذا الشعر؟ إلا يصدق معي الدكتور أن العلة هي اللغة التي يشتكي منها الشعراء، فهي التي تؤلمهم عند التعبير، وتضيق عنهم أو يضيقون بها عند التصوير، فيداورونها ويتلاعبون بها حتى تأتي طيعة راضية لا تحس فيها ضعفاً، وهل يرى الدكتور معي أن لغته في شعره، ابسط من أن تسمى لغة شعرية، بل أكاد أحس بضعفها في كل بيت من أبيات الينبوع التي تبلغ ألفي بيت ونيفا
التمس من الدكتور، أن يقرأ معي قطعة أخرى أو قطعتين. وقعت يدي عليهما من غير تفتيش أو تنقيب. الأولى دنيالفي جب الأسود. أقرا هذا البيت وافهم منه شيئا:
جعلوا المليك محرماً ... لسوى الميك دعا المسود
أظن أن في هذا الكلام ركاكة وتعقيدا. وأظن أن الزمن ليس زمن عبد القاهر الجرجاني. لنعيد النظر في بيت الشعر والفاظه، ولكننا نقول: أن ضعف هذا البيت وغيره من أبيات هذه القطعة اظهر من أن يظهر
بل ما تقول في هذا البيت الهزيل من القطعة ذاتها. وكثير على شاكلته؟
أنا في أمان يا مليك ... بفضل ربي من ملك
أتدري أية مناسبة بين حكمة من ملك ومليك. ما الذي هزها. فأنت مختالة تضع نفسها في آخر البيت لتكمل القافية