جيشاً إنجليزياً كان في طريقه إلى صوفيا أمر بتحويل عربة الكنز إلى خط آخر، ووصلها بالقطار الذاهب إلى ألمانيا. ولم يكن سيرهم سريعاً، لأن خطوط السكك الحديدية كانت غير منتظمة. وكانوا لا يزالون في هنغاريا عندما سلمت النمسا أيضاً.
قلت: هذا معقول جداً. فالنمسا كانت ثانية الدول التي سلمت
واستطرد بريان يقول: وهكذا كانوا هناك مع عربة من عربات السكك الحديدية ملأى بالذهب. ولم يكونوا قادرين على التقدم ولا على الرجوع. وكان عليهم أن يعملوا عملاً حازماً سريعاً. ومما حملهم على ذلك أيضاً أن التشيك والرومانيين كانوا يسيرون في اتجاههم. وكان الإيطاليون يتقدمون نحو فينا. وبالطبع لم يكن الضابط يريد أن يستولي الخلفاء على ذلك الكنز ولذلك دفنوه.
قلت: وهل أخبرك أين دفنوه؟
- بالطبع. فقد وقف قطارهم عند تل عال يقع بالقرب من قرية تسمى (ديللنجن) على نهر الدانوب. وعلى قمة هذا التل صليب تذكاري. وقد تعاون الضابط وباير والرجل الثالث على إخراج الذهب من العربة، وحملوه ليلاً إلى أعلى التل، ودفنوه هناك على عشر خطوات من الصليب المذكور.
وقد قال لي باير إن المال كله كان في صناديق حديدية، من بينها اثنان لم يستطيعوا حملهما إلا بصعوبة.
- وهل تظن أنه كان يقول الحقيقة؟
- نعم. . إني متأكد من ذلك تأكدي من جلوسي هنا معك.
- ولكن هذا لا يعني أن الكنز لا يزال هناك.
- صبراً. فسأخبرك عن كل شئ في وقته، فبعد أن دفنوا الكنز رحل الثلاثة: باير، والضابط، والرجل الثالث، قاصدين بلادهم. وقد كان رجوعهم شاقاً، فقد كانت هناك ثورات في كل مكان؛ وكانت آثار التخريب والدمار بادية في كل قرية.
- نعم هذا صحيح، فقد شاهدت بعيني ما حدث في دول أوربا الوسطى بعد الهدنة بقليل.
- وعلاوة على ذلك لم يكن مع أحدهم الغذاء الكافي. وكانت العدوى الأنفلونزا منتشرة في ذلك الوقت، وقد أصيب بها الرجل الثالث فمات في فينا. وبقى باير والضابط. ولما وصلا