أخيراً إلى ألمانيا كانت الحرب هناك قد انتهت أيضاً؛ ولكن كانت هناك فتن وقلاقل داخلية. وبينما كانا خارجين من محطة السكك الحديدية في درسدن قذف شخص مجهول قنبلة أصابت من الضابط مقتلاً. وأصيب باير بجروح لم تكن خطرة على كل حال، فقضى هناك بعض الوقت حتى التأمت جروحه، ولما ثابت إليه صحته صمم على أن يحتفظ بسر الكنز لنفسه وألا يخبر به أحداً ما داموا لم يسألوه عنه. فقد نسى الجميع كل شئ عن هذا الكنز وسط القلق والاضطراب والثورات القائمة.
- ليس هذا بعجيب.
- حسن. منذ ذلك الوقت وباير يبحث عن طريقة يحصل بها على هذا المال؛ ولكن لم يكن ذلك بالشيء اليسير، إذ يجب عليه أن يجتاز بعض الحدود، ويتعرض للشبهات والظنون. وفضلاً عن ذلك فإن هذه الرحلة الطويلة الشاقة تتطلب كثيراً من النقود ولم تكن النقود متوفرة لديه. وكان يخاف أن يطلب معونة أحد حتى لا يطلعه على سره. لذلك أخذ يتنقل من عمل إلى آخر، منتظراً حدوث معجزة تدنيه من غرضه. ولكن لم يتحقق حلمه، فقد كان آخر عمل له أنه كان بحاراً على ظهر السفينة الألمانية، ولم يعش طويلاً؛ فقد مات بعد أن قص على هذه القصة.
- وهل سمعه أحد وهو يخبرك بهذه القصة؟
- كلا. إن هذا مستحيل. ومع ذلك فقد كان يكلمني باللغة الألمانية.
- حسن، كل شئ يكاد يبدو حقيقياً، ولكن ما هي خطتك؟
- أريد أن نركب الدوليسينيا إلى هناك، ويمكننا أن نبحر إلى أعالي نهر الرين، ونعبر القناة الواصلة بين الرين والدانوب.
- يا إلهي! لقد نسيت كل شئ عن هذه القناة.
- ومن ثم ننزل إلى الدانوب، من فينا، وبعد ذلك ترسى عند ديللجمة، ثم نحمل الكنز ليلاً إلى اليخت. وأنت تعرف أن اليخت أكثر صلاحية لتخبئة الكنز من السيارة. ولن يرتاب فينا إنسان أو يشك في الأمر أحد.
- هه!
- ستأتي معنا. أليس كذلك؟ سنكون أنا ودوروثي مسرورين بمجيئك.