- دوروثي؟ يا للشيطان! وما الذي أدخل دوروثي في الأمر؟ ودوروثي هي خطيبة بريان.
- نحن على وشك الزواج، وستكون هذه الرحلة بمثابة شهر العسل لنا.
- فليبارك الله نفسي. هل تظنني أصحبكما وأتطفل على زوجين في شهر العسل؟
- لكننا لا نبالي بذلك.
- ربما لا تبالون أنتم بالأمر؛ ولكني أنا أبالي. إني أفضل أن يختل عقلي - كما أتوقع لنفسي - بهذه التجارب وهذا الفلم. أما أنت فخذ اليخت، ولكن لا تسألني أن أصحبكما.
- أشكرك يا عمي. ستأخذ نصف الكنز. هل تقبل؟ إننا سنستخدم يختك كما تعلم.
ردني ما قاله إلى عالم الحقيقة مرة ثانية. لقد رن كل شئ في أذني معقولاً إلى الآن. ولكن عندما أخذت أنظر في الأمر عن كثب بدا لي كل شئ أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة الواقعة. فاكتشاف الكنز المخبوء لا يكون إلا في القصص والروايات.
وقطع على بريان سلسلة تأملاتي بقوله:
- كم تظن من المال هناك؟
قلت: أنا لا أعتقد أن دولة كبيرة كألمانيا ترسل إلى بلغاريا في أثناء الحرب أقل من مليون جنيه. أليس كذلك؟
وتناولت ورقة وقلماً وأخذت أحسب.
- كل شئ حسن. لقد حسبناها أنا ودوروثي. نحن نستطيع أن نحمل مليون جنيه على ظهر الدوليسينيا بكل سهولة.
وأخيراً اتفقنا على كل شئ. سأضع يختي تحت تصرف بريان؛ وعندما يأتي بالمليون سيعطيني عشر هذا المليون. وأنا أعتقد أن مائة ألف جنيه تكفي عجوزاً مثلي لكي يقضي بقية حياته في هدوء واطمئنان. ويستطيع بريان أن يأخذ باقي المليون، وإذا لم يستطع إنفاق كل هذا المال فعليه أن يعيد بناء مستشفى لندن. وكنت أعرف أن بلاد الدانوب مليئة بالفتن والقلاقل، وأنهم سيتعرضون لكثير من المخاطر. فلما أبديت مخاوفي إلى بريان ابتسم وقال:
- إن دوروثي تحب المغامرات، وهي تخوض المخاطر بشجاعة منقطعة النظير. وعلى كل حال نحن نعرف كيف نحتفظ برؤوسنا سليمة، فلا تخف.