للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخذنا نتناقش في بعض التفصيلات الخاصة بالرحلة، وإعداد العدة لها، ولم يبرح بريان منزلي إلا بعد الساعة الرابعة صباحاً.

وأخيراً أتى اليوم السعيد، يوم زواج بريان ودوروثي. ولم أستطع التخلص من مشاغلي إلا بصعوبة. وما صدقت أني أصبحت حراً طليقاً، من أوامر الأستديو، وقيود التجارب في يوم بأكمله، حتى قصدت الكنيسة حيث أقيمت مراسيم الزواج، ووقعت باسمي شاهداً في السجل الخاص بالزواج، ثم قدت العروسين السعيدين إلى مرسى الدوليسينا. كان أمامي ستة أسابيع قبل أن أراهما ثانية. ولا أقول إن هذه الستة أسابيع مرت ببطء، أو إني قضيتها على أحر من الجمر، فقد كانت مشاغلي كثيرة. كان أمامي الرواية المسرحية، ومضايقات التجارب التي لا تنتهي؛ ثم هناك أيضاً الفلم، ولا تستطيع من يشتغل بإخراج فلم أن يجد من وقته لحظة واحدة يقضيها في هدوء وسلام. وعندما انتهى الفلم وأصبح صالحاً للعرض، كان لا يزال على أن أنتهي من هذه الرواية بسرعة، وقد انتهيت منها في الوقت الذي تعهدت بتقديمها فيه إلى الناشر. وعندما انتهيت من هذا كله أحسست كأن عبئاً ثقيلاً أزيح عن عاتقي. ومن ثم أخذت أفكر طويلاً في الدوليسينا، وكنت أتخيلها وهي تأخذ طريقها عبر القناة بين مرتفعات بافاريا، ثم أتخيلها وهي تندفع مع التيار في نهر الدانوب؛ ثم أتخيلها وهي تثير شكوك البوليس في سبع دول مختلفة.

وكنت أواظب في أثناء ذلك على قراءة الجرائد الأجنبية. ولكني لم أعثر فيها على أي نبأ بالقبض على زوجين إنجليزيين بتهمة التجسس أو سرقة كنز. ولكنني مع ذلك أخذت أتضايق، وأوشك صبري أن ينفذ عندما سمعت جرس التليفون يدق فجأة، وكان الترنك يناديني من سوثهامبتن.

- هالو! عمي! لقد رجعنا ثانية. وكان الصوت صوت بريان.

قلت: وهل أنتما بخير؟

قال: نعم وقد وجدنا الكنز.

وصحت فجأة: وجدتما ماذا؟

- وجدنا الكنز كله سليماً. ألم أقل لك إني سأجده؟ سأخبرك بكل شئ في هذا المساء. نحن الآن في المحطة على وشك ركوب القطار إلى المدينة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>