للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطر المهدد وهو الدخول من الباب الخلفي، والتأثر النفسي المتفاقم من وقع الحصر - الذي هو اقتراب غير مباشر في الإستراتيجي الكبرى - حصر شعب جائع ضائع الأمل، هما أمران كانا مهمازين دافعين للحكومة الألمانية انتهيا بها إلى التسليم.

ففي الطور الأخير من هجوم الحلفاء العام، قام هيج في ٢٩سبتمبر بهجمة على خط هندنبيرج كانت أخبارها الأولى مقلقة للألمان. ويومئذ قررت قيادتهم العليا فجأة أن تطلب الهدنة زاعمة أن انهيار بلغاريا قلب كل ترتيباتها: إذ كانت قد اضطرت إلى أن ترسل إليها جنوداً أعدت أولا للميدان الغربي، وهذا تصرف كان قد غير الموقف تغييراً أساسياً بسبب الهجمات التي وقعت في الوقت نفسه على الجبهة الغربية؛ وهي هجمات وإن أمكن صدها إلى ذلك الحين، يجب أن يتوقع الألمان استمرارها، تلك هي الحال التي فيها دعي البرنس ماكس إلى تولي وظيفة مستشار الإمبراطورية ليبدأ المفاوضة في الصلح، وسبب اختياره لذلك هو شهرته بالاعتدال والأمانة.

وقد طلب البرنس إمهاله عشرة أيام أو ثمانية أو حتى أربعة ليساوم مساومة مفيدة من غير اعتراف بالهزيمة قبل أن يفاتح العدو رأساً. لكن هندنبرج كرر بصراحة قوله (إن خطورة الموقف العسكري ليس يمكن معها أي تأجيل) وشدد في (أن يعرض الصلح على الأعداء في الحال) فأرسل طلب (الهدنة في الحال) إلى الرئيس ولسن يوم٣ أكتوبر.

وقد تضمن طلب (الهدنة في الحال) اعترافاً واضحاً بالهزيمة. وكانت القيادة العليا قد اجتمعت برؤساء جميع الأحزاب السياسية في أول أكتوبر وأعدتهم من شعورها هذا فقوضت بذلك دعائم جبهتها الداخلية الخاصة قبل إرسال طلب الهدنة إلى الحلفاء بيومين: لان هذا النور الفجائي أعمى رجالا طال إبقاؤهم عمداً على جهل الأمور وحرك دعاة السلام وكامن قوى الخلاف جميعها. وقد قامت الثورة في ألمانيا يوم ٤ أكتوبر، أي بعد إرسال الطلب بيوم، وانتشرت في أنحاء البلاد، فاستقال البرنس ماكس في ٩ نوفمبر وسلم مقاليد الحكم إلى إبرت الاشتراكي.

حقا إن لودنددرف هدأت نفسه بعد ٢٩ سبتمبر بمدة، حين اطلع على تقارير تخبره أن الحلفاء خففوا هجماتهم. ولم يرجع عن طلب الهدنة ولكنه كان يريدها لإراحة الجنود، بل شعر في ١٧ أكتوبر أن هذه الإراحة قد يمكن الاستغناء عنها وذهب إلى تصوره للموقف

<<  <  ج:
ص:  >  >>