من الأرستقراط الذين كانوا يميلون إلى الشعب ويودون
إنصافه ورفع الظلم عن كاهله؛ بل كان تيموستوكل أكثر من
هذا، كان من أصل اجنبي، ونحن نعرف إن الشعوب القديمة
كانت تنظر نظرة خاصة إلى الأجانب لاعتبارات أساسها
الدين، كما وضح ذلك خير توضيح المؤرخ الفرنسي الشهير
(فيستل دي كولا في كتابه عن (المدينة القديمة لذلك كانوا
في مركز الخاص من الوجهة القانونية، فلم يكن يسمح لهم
بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية إلا إذا اكتسبوا حقوق المدينة
وهي ما نعرفها اليوم (حقوق التجنس بالجنسية الأهلية). كان
أبو تيموستوكل من هذا النوع: كان أجنبياً ولكنه أكتسب صفة
المواطن بما خوله له دستور كليستين من حقوق، وكانت أمه
أجنبية أيضاً، ولكنه تمكن، بالرغم من ذلك، من أن يعتلي أكبر
المناصب في الدولة، وهو صغير السن، كمنصب الأركون في
عام ٤٩٣٤٩٢ ق. م. وسنه لا تزيد على ثلاثين عاماً ومنصب
الاستراتيج في عام ٤٩٠٤٨٩ وقد بلغ من العمر ثلاثة وثلاثين
عاماً، لأنه أوتي من المواهب والصفات ما جعله يصل إلى
الحكم في سهولة ويسر؛ إذ كان ذكياً إلى أقصى درجة من