خطوات النزاع بين الفريقين، وأن الفرس لا شك راجعون من
جديد للانتقام لأنفسهم من الهزيمة الساحقة التي لحقتهم من
قبل، وذلك لوقوفه على بعض أخلاقهم ولمعرفته ببعض
عاداتهم. من أجل هذا رأى أن يمكن لأثينا على البحر بأن
يؤسس لها أسطولا بحرياً ضخماً يجعل لها السيادة البحرية من
دون منازع. ورأى أيضاً أن يعمل على تحويل الشعب الأثيني
من شعب حربي بري، إلى شعب حربي بحري، من شعب
مشاة وفرسان، إلى شعب ملاحين وبحارة، ولكن هذا وحده لا
يكفي، فلابد إلى جانب هذا من اختيار المواني المنيعة التي
تصلح لإرساء الأسطول، والمواقع الطبيعية التي إن حصنت
صلحت مراكز مهمة للدفاع عن البلاد. فعدل عن ميناء فالير
المكشوف لتعرضه للرياح والأعاصير، ولعدم صلاحيته من
الناحية الطبيعية، إلى ميناء بيريه وحوله خلجان طبيعية منيعة
كخليج (نريا) وخليج (موينخيا)؛ وهذه الخلجان تصلح هي
الأخرى لان تكون مواني جيدة. فأخذ يحصن هذا الميناء
الجديد، وساعده على القيام بهذه الأعمال أعمال التحصين -
أن كان يتولى مركزاً من مراكز القيادة - وهو مركز